كشف تقرير المنشآت العائلية الصادر عن كي بي إم جي للمنشآت الخاصة، و” STEP Project Global Consortium” المتخصصة بالدراسات والأبحاث عن كيفية تبني بعض المنشآت العائلية الناجحة لنظرة مستقبلية للإرث تربط الأجيال معًا؛ مما يخلق إرثًا ديناميكيًا يلتزم بالتقاليد ويتبنى الابتكار في الوقت ذاته.
ويقدم التقرير رؤى تكشف عن أنَّ العديد من عائلات الأعمال تتغلب على «مفارقة الإرث» المفاضلة بين أن تكون مصدرًا للهوية والإلهام، مقابل أن تكون عائقًا إذا كانت متشبثة بالتقاليد لدرجة أنَّها تقف في طريق الابتكار والتغيير، حيث يجمع بين الرؤى الشخصية المستقاة من تجارب كبار قادة المنشآت العائلية، إلى جانب بيانات متعلقة بتأثير الإرث العائلي على أداء أعمالهم والتي جُمعت من خلال استبيان 2683 منشأة عائلية في 80 دولة وإقليمًا ومنطقة، بما في ذلك 114 مشاركًا من المملكة العربية السعودية.
وكشفت بيانات الاستطلاع، التي تستخدم أدوات البحث الكمي والنوعي، أنَّ 78% من المشاركين في المملكة العربية السعودية أفادوا: بأنَّ الإرث العائلي في منشآتهم العائلية قد أُدْرِج بقوة في أعمالهم العائلية، كما أفادت المجموعة نفسها أيضًا بتحقيق درجات عالية في الاستدامة، وأفاد 77% منهم بقوة أداء الأعمال – وهو مزيج قوي لنجاح الأعمال والعائلة في الحاضر والمستقبل، وأكدوا بأنَّ الإرث العائلي وحده قد لا يكون كافيًا.
ويعزز التقرير السنوي أهمية ريادة الأعمال عبر الأجيال كمحرك رئيسي للأداء المستدام في المنشآت العائلية، حيث إنَّ الإرث وحده غير كافٍ لضمان التقدم على المدى الطويل من جيل إلى جيل، ويشير التقرير إلى أنَّ الإرث هو عملية وليس نتيجة نهائية، حيث ينبع مصدر الإرث من عدة عوامل مختلفة، وغالبًا ما يُضَخَّم الإرث من خلال ريادة الأعمال العابرة للأجيال بين الأجيال الشابة التي تجبر أسلافهم على التواصل بصراحة حول ما يهمهم وتعزيز إرثهم التجاري وردم ما قد يبدو أحيانًا على أنًّه انقسام بين الأجيال.
كما يؤكد التقرير على مدى أهمية تبنى المنشآتالعائلية لإرثها، لأنه قد يكون مفتاح النجاحات المستقبلية، وأهمية مشاركة جوهر الإرث مع العائلة والفريق التنفيذي، ومنح الجيل اللاحق للمنشأة العائلية الحرية في إنشاء إرثه الخاص.
وتعليقاً على التقرير، صرَّح فؤاد محمد شابرا، رئيس استشارات المنشآت العائلية و الخاصة لدى شركة كي بي إم جي في السعودية: «يمكن لوجهات النظر والأولويات المختلفة أن تشكل وعياً بكيفية إدراك الأجيال المختلفة لأهمية الإرث والإستراتيجيات التي يستخدمونها لبنائه والحفاظ عليه، كما أنَّ هذه الاختلافات بين الأجيال يمكن أن تثري إرث المنشآت العائلية من خلال دمج وجهات نظر وأساليب متنوعة تعكس الديناميكيات المتطورة للأعمال والمجتمع الأوسع، ومع زيادة التركيز على المتطلبات المتعلقة بالأولويات البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في جميع أنحاء العالم، من المرجح أن تكون الأجيال الشابة أكثر اهتمامًا بالإرث الاجتماعي والريادي لمنشآتهم العائلية؛ فالتاريخ لا يتكرَّر بالضرورة، ولكنه يتكرر على النحو نفسه، وأضاف شابرا: من الضروري للمؤسسين أن يحافظوا على الإيقاع للأجيال اللاحقة”.
ويلقي التقرير نظرة فاحصة على الجوهر الحقيقي للإرث في عالم اليوم ويقدم منظورًا «يتمحور حول المستقبل»، حيث تتعايش التقاليد والابتكار معًا، ويأخذ بعين الاعتبار المجالات التي يجب فيها تبني التغيير، لكي تظل الأعمال مرنة وتنافسية وذات صلة، ويؤكد التقرير على أنَّ الإرث قد يحتاج إلى التركيز بشكل أقل على الماضي والتعامل معه على أساس أنَّه لبنة أساسية للمستقبل بسبب المساهمة الإيجابية التي يقدمها في أداء الأعمال والاستدامة البيئية والاجتماعية والموظفين والموردين.
ويمكن، لوجهات النظر والأولويات المختلفة أيضاً أن تشكل كيفية إدراك الأجيال المختلفة لأهمية إرثها والإستراتيجيات التي تستخدمها لبنائه والحفاظ عليه، كما يمكن أن تثري هذه الاختلافات بين الأجيال إرث المنشأة العائلية من خلال دمج وجهات نظر وأساليب متنوعة تعكس الديناميكيات المتطورة للأعمال والمجتمع الأوسع.
مع الإعلان عن «الإرث الاجتماعي» باعتباره أقوى عنصر إرث من نتائج الدراسة، كانت الرسالة واضحة وكانت بمثابة دعوة لا يمكن إنكارها للمنشآت العائلية لتسخير قدراتها الطبيعية لتوليد «أداء مستدام» وتطوير «إرث ديناميكي».
كما تشير الدراسة إلى أنه على الرغم من وجود أوجه تشابه إقليمية، إلا أنَّ نقاط البيانات تختلف عبر المناطق بسبب تأثير ريادة الأعمال عبر الأجيال، وهذا يدعم الفكرة التي مفادها أن الإرث وحده لن يكفي على الأرجح – إذ يجب أن يصبح الإرث ديناميكيًا للمساعدة على تحقيق أقصى قدر من النتائج التجارية.