نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي قوله إن “قطر قامت فعليا بتهديد قادة حماس بالطرد من أراضيها إذا رفضت الحركة صفقة التهدئة”.
وأضاف أن “واشنطن حثت قطر على الإعلان أنها ستطرد قيادات حماس إذا لم تقبل الحركة الصفقة”.
تقرير أمني إسرائيلي
من جانبها، قالت القناة 12 العبرية يوم الجمعة، إن المسؤولين القطريين وجهوا انتقادات لحماس فيما يتعلق بصفقة التهدئة وأعربوا عن خيبة أملهم من سلوك الحركة.
وتابعت أن القطريين يقتربون من فرض عقوبات على حماس ويمارسون ضغوطا شديدة على قيادتها للقبول بالمقترح الأميركي للتهدئة ولو بالمرحلة الأولى منه على الأقل.
وذكرت القناة العبرية، إن عضو رفيع في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلقى من نظرائه الأميركيين تفاصيل “اللقاء الثلاثي” الذي عقد في الدوحة، والذي حضره رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية وكبار مسؤولي حماس المقيمين في قطر. ووجه المسؤولون القطريون، خلال اللقاء، توبيخا لقادة حماس.
وفي محادثة خلال جلسة الاستماع المغلقة في الدوحة، وفقًا للمصدر الأمني الإسرائيلي، أوضح المسؤولون القطريون لمسؤولي حماس: “نشعر بخيبة أمل من سلوككم فيما يتعلق بقضية المختطفين. لقد فقدت إسرائيل صبرها وقدمت عرضًا بعيد المدى. وضمنت الولايات المتحدة هذا العرض هو أفضل ما ستحصل عليه.”
ويقدر المصدر الأمني الإسرائيلي نفسه، أن القطريين يقتربون من فرض عقوبات صارمة على حماس ويمارسون ضغوطا شديدة للغاية على كبار مسؤولي المنظمة الإرهابية القاتلة للانصياع للاقتراح الأمريكي، ولو فقط للوفاء بالمرحلة الأولى على الأقل من الاتفاق. الخطوط العريضة، كما نقلت إسرائيل.
إدارة بايدن
أمضت إدارة جو بايدن، الأسبوع الماضي، في دفع الحلفاء في الشرق الأوسط لتوجيه تهديدات محددة لحركة “حماس”، كجزء من حملة عاجلة لدفع الحركة نحو قبول أحدث مقترح إسرائيلي لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الذي من شأنه أن يوقف القتال في القطاع.
ودعا المسؤولون الأمريكيون “حماس” علنا إلى قبول المقترح في الوقت الذي انخرطت فيه إسرائيل والحركة في أشهر من المفاوضات ذهابا وإيابا، ولكن لم تكن هناك قط حملة ضغط شاملة تميزت بمطالب محددة لكل دولة على حدة كجزء من حملة إدارة بايدن.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ما يقرب من 12 اتصالا هاتفيا مع لاعبين رئيسيين في المنطقة منذ يوم الجمعة، وشارك مسؤولون كبار آخرون في وزارة الخارجية بشكل وثيق في الجهود الشاملة.
وسافر منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى مصر هذا الأسبوع، كما توجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز إلى قطر على أمل إضفاء المزيد من الزخم على المفاوضات، لكن المسؤولين الأمريكيين ظلوا صامتين إلى حد كبير بشأن الرحلات حتى الآن، مشيرين إلى حساسية المحادثات الدبلوماسية الجارية.
ويبدو أن الرد الأولي من “حماس”، الذي أصدرته الأربعاء، على المقترح الإسرائيلي، كما وصفه بايدن علنا الأسبوع الماضي، يشير إلى أن الفجوات ربما لا تزال كبيرة، فبينما رحبت “حماس” بما طرحه بايدن، قالت إنه بعد الاطلاع على المقترح الذي قدمه الوسطاء “تبين أنه يخلو من الأسس الإيجابية التي تضمنتها تصريحات بايدن”.
وقالت الحركة، إن “المقترح لا يضمن وقفا دائما لإطلاق النار، بل وقفا مؤقتا” ويسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في أراضي غزة.
وقال مسؤول أمريكي إن إدارة بايدن تعتقد أن هناك فرصة لإبرام الصفقة، وذكر مصدر آخر لشبكة CNN ، الخميس، إن مصر “تلقت إشارات مشجعة من حماس بشأن المقترح الأخير”، على الرغم من رفضهما تقديم تفاصيل دقيقة عن تلك “المؤشرات الإيجابية”، وذكر المصدران أنه من المتوقع أن ترد “حماس” على المقترح الإسرائيلي في الأيام المقبلة.
وبينما يقترب الصراع بين إسرائيل و”حماس” من دخول شهره التاسع، يحث المسؤولون الأمريكيون قطر ومصر وتركيا على زيادة الضغط على “حماس” باستخدام نقاط ضغط متعددة، فقد طلبوا من عدة دول التهديد بتجميد الحسابات المصرفية لأعضاء “حماس” وتضييق الخناق على قدرتهم على السفر بحرية في المنطقة، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وحثت الولايات المتحدة قطر، التي تسمح لـ”حماس” بإدارة مكتب سياسي في عاصمتها، على الإعلان عن أنها ستطردها إذا لم تقبل الصفقة، وفقا لأحد هؤلاء المسؤولين الأمريكيين.
وقال ذلك المسؤول إنه بعد أشهر من إخبار “حماس” بأنهم قد يخاطرون بالطرد، فإن قطر وجهت هذا التهديد بالفعل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الأربعاء، إن الولايات المتحدة رأت أن مصر وقطر “تمارسان ضغوطا كبيرة على حماس”، لكنه رفض الخوض في تفاصيل حملات الضغط المنفصلة تلك.
وأضاف: “لقد رأينا كلا البلدين يلعبان، على ما أعتقد، دورا مهمًا للغاية في التوسط في هذه الصفقة، وفي توضيح أن هذه الصفقة في مصلحة الشعب الفلسطيني، والقيام بذلك بشكل مناسب”.
ويقول المسؤولون الأمريكيون سرا إن مصر تمارس مزيدا من الضغوط على “حماس” أكثر مما كانت عليه في الماضي، ولكن التفاصيل الدقيقة للمدى الذي ذهب إليه المصريون في حوارهم الخاص مع الحركة لا تزال غير واضحة.
وأضافوا أن الولايات المتحدة تريد من القاهرة التهديد بقطع نقاط الوصول من مصر إلى غزة، وهي شريان الحياة الرئيسي للقطاع.
بايدن أطلق العنان لحملة الضغط
وتتزامن حملة الضغط المكثفة التي تمارسها الإدارة الأمريكية مع خطاب بايدن في الجمعة الماضي الذي أعلن فيه أن “حماس” يجب أن تقبل المقترح الإسرائيلي المطروح على الطاولة.
وطرح الرئيس الأمريكي 3 مراحل من الاتفاق الذي قال إن الإسرائيليين نقلوه إلى “حماس” في الليلة التي سبقت حديثه، وقال بايدن عن المقترح: “طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح وقفا للأعمال العدائية بشكل دائم”.
وكانت إدارة بايدن تفكر في إلقاء الرئيس الأمريكي خطابا يخاطب فيه الشعب الإسرائيلي لبعض الوقت، وسرعان ما جاء خطاب الأسبوع الماضي كفرصة للقيام بذلك.
وقال مسؤول أمريكي: “لقد كانت عطلة نهاية أسبوع مزدحمة للغاية بعد خطاب الرئيس، حيث كان الجميع يتحدثون عبر الهواتف مع الأطراف الإقليمية ويضغطون عليهم لإقناع حماس بقبول الصفقة”.
وبينما يستغل المسؤولون الأمريكيون بكل حماس كل وسيلة يمكنهم استخدامها، فقد كان هناك اعتراف خاص من جانب البعض بعدم وجود خطة بديلة لما قد يحدث إذا رفضت “حماس”، وهو الواقع الذي يزيد من ثقل هذه اللحظة.
ويظل التقويم السياسي الأمريكي أيضا عاملا رئيسيا، وكان المسؤولون الأمريكيون يأملون أن تنتهي الحرب مع بداية العام قبل وقت طويل من بدء الانتخابات الرئاسية لكن مع توقف المفاوضات عند منعطفات متعددة، الآن، يفصلنا أقل من 3 أشهر عن المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، حيث من المقرر أن يتلقى بايدن ترشيح حزبه رسميا مما يزيد من الإلحاح الذي يشعر به حلفاء بايدن مع استمرار تصاعد رد الفعل العنيف ضد الحرب في الداخل.
والآن، بعد أسبوع واحد من نقل المقترح الإسرائيلي الأخير إلى “حماس”، يظل من غير الواضح ما إذا كانت حملة الضغط ستنجح.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن لديهم فكرة جيدة عن كيفية ممارسة الضغط الذي من شأنه أن يؤثر على أعضاء “حماس” الذين يعملون خارج ساحة المعركة في غزة، لكن التحدي الأهم هو إقناع يحيى السنوار – زعيم حماس في غزة الذي يعتقد أنه مختبئ تحت الأرض – لقبول الصفقة.
واعترف ميلر يوم الأربعاء، بأن السنوار قد لا يرى أنه من مصلحته قبول الصفقة المطروحة على الطاولة.
الخارجية القطرية
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، يوم الخميس، إن حركة حماس لم تسلم بعد ردها على اقتراح وقف إطلاق النار الأخير للوسطاء.
ووفق الأنصاري فإن حركة “حماس” ما زالت تدرس اقتراح وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف الأنصاري أن جهود الوساطة القطرية ومصر والولايات المتحدة لا تزال مستمرة.
ودعا الأنصاري إلى “عدم الالتفات إلى التقارير الإعلامية غير الدقيقة، واعتماد المصادر الرسمية الموثوق بها، خاصة في ظل حساسية وضع المفاوضات حاليا”.