حرائق واسعة في شمال فلسطين المحتلة جراء هجمات حزب الله: عرّضت منشآت استراتيجية للخطر”

أعلنت الشرطة الإسرائيلية إخلاء منازل وتضرر أخرى من جراء اندلاع حرائق في مناطق واسعة شمالي البلاد بسبب صواريخ أطلقت صباحا من الجنوب اللبناني، وذلك غداة اغتيال قيادي يُعد الأبرز بين من بين الذين استشهدوا في جولة التصعيد مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على خلفية الحرب على قطاع  غزة.

وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) إن عمليات الإطلاق التي نفذها حزب الله اليوم، تسببت باندلاع حرائق في عدة مواقع شمالي البلاد، ولفتت إلى أن 25 فرقة إطفاء إلى جانب المزيد من التعزيزات تعمل بهدف منع انتشار الحرائق.

ويعتبر عدد الصواريخ الذي أطلقه حزب الله اليوم، “الأكبر” كمعدل يومي منذ بدء المواجهات في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وبلغت 215 قذيفة صاروخية حتى الآن، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وتواصل قوات الإطفاء مساعيها لإخماد حرائق اندلعت بمناطق في الجليل الغربي والجولان السوري المحتل ومناطق شمالي البلاد، من جراء قذائف صاروخية أطلقها “حزب الله” في ساعات الصباح.

وذكرت سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية أن طواقمها بمشاركة طائرات الإطفاء وفرق أخرى تابعة للصندوق الدائم لإسرائيل ( “كيرن كييمت ليسرائيل” – “كاكال”) وسلطة الطبيعة والمتنزهات والجيش الإسرائيلي تواصل العمل على إخماد الحرائق.

وأكد الجيش الإسرائيلي اندلاع حريقين في منطقة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، وكذلك في منطقة صفد، من جراء سقوط شظايا صواريخ اعتراضية أطلقتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية في محاولة لاعتراض مسيرات لحزب الله.

ومراكز الحرائق الأوسع التي في المناطق الشمالية، اندلعت في حرش بيريا، وفي منطقة قرية قديتا المهجرة شمال غرب مدينة صفد، وفي عين زيتيم وتسفعون، ورغم محاولات احتواء الحرائق إلا أنها تتمدد في بعض المراكز.

وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنه “عقب إطلاق الصواريخ صباح اليوم على المنطقة الشمالية، اندلعت حرائق في عدة مواقع أدت إلى إغلاق الطرق وإخلاء مساكن”.

وأضافت أن “حريقا اندلع في منطقة مفتوحة قريبة من بلدة كاديتا، امتد إلى البلدة وألحق أضرارا بالعديد من المنازل”. وتابعت أنه في أعقاب تقييم للوضع “تقرر إخلاء عدة منازل في الخط الأول إلى المناطق المفتوحة في اتجاه الحريق”.

ولفتت إلى أن “قوات الشرطة تقوم بإخلاء بعض المنازل، وتوجيه حركة المرور، وإجراء عمليات المسح في مختلف المناطق، فيما تقوم فرق الإطفاء بمعاونة مختلف الجهات بالمساعدة في عمليات الإطفاء”.

ونقلت “كان 11” عن قائد قوات الإنقاذ والأطفاء في المنطقة المشالية أن الحرائق “انتشرت وهددت البلدات والمستوطنات والمنشآت الإستراتيجية”. وتتركز جهود قوات الإطفاء في حرش بيريا في عين زيتيم وموشاف “ميرون” في الجليل الأعلى.

كما اندلعت حرائق في عميعاد ومحيط كاديتا وعلى طول الطريق السريع 85، لكن تمت السيطرة عليها.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن “أضرارا لحقت بمصنع يطور دروعا للجيش في كيبوتس ساسا في الجليل الأعلى”. وأوضحت أن المصنع معني بتطوير “الدروع لقوات الأمن في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم”، دون مزيد من التفاصيل.

وفي السياق ذاته، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء، أنّ جميع الصواريخ التي أطلقها حزب الله في اتجاه شمالي فلسطين المحتلة، منذ الصباح، أصابت أهدافها بشكلٍ مباشر.

وفي هذا الإطار، قال مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ”14″ الإسرائيلية، تامير مورغ، إنّ من يعتقد بأنّ الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله “يستهدف مثل هذا البيت أو أي منشأة عسكرية أخرى، فهو ليس حاضراً في الحدث”، لافتاً إلى أنّ هدف نصر الله هو “تفريغ الشمال” من المستوطنين، ومن ثمّ “إسرائيل بأكملها”.

“الحرائق عرّضت منشآت استراتيجية للخطر”
وفي أعقاب إطلاق النار المكثف نحو الشمال منذ الصباح، قال قائد لواء الشمال في الإطفاء، يئير ألكايم، إنّ الحرائق امتدت وعرّضت مستوطنات ومنشآت استراتيجية “للخطر”.

وأشار إلى أنهّ تمّ إرسال فرق متعدّدة إلى مكان الحادث، بما في ذلك تعزيزات من محطات المنطقة الشمالية، بالإضافة إلى “مناطق الساحل والوسط ودان”.

كما لفت إلى أنّ الفرق تعمل على إجراء عمليات الإطفاء النهائية والوصول إلى السيطرة الكاملة، مشيراً إلى أنّ رجال الإطفاء “سيبقون في مكان الحادث للساعات القليلة المقبلة من أجل القضاء على جميع بؤر الحريق”.

ويأتي هذا الإعلان في وقتٍ تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله – استهداف مستوطنات الاحتلال ومواقعه العسكرية، في إطار دعمها لغزة، مقاومةً وشعباً، وفي إطار ردّها على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى اللبنانية، وخصوصاً الاغتيال ‏الذي نفّذه الاحتلال الإسرائيلي في بلدة جويا أمس، وأسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء.

المقاومة الإسلامية وفي سلسلة بيانات، أعلنت استهداف مصنع ‌‏”بلاسان” للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع الآليات والمركبات وحمايتها لصالح “جيش” الاحتلال في ‏مستوطنة “سعسع”.

وبيّنت أنّ الاستهداف تمّ بالصواريخ الموجّهة، مؤكّدةً تحقيق إصابات مباشرة فيه.

وذكرت المقاومة أنّها استهدفت المقرّ الاحتياطي ‏للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في “عميعاد” بعشرات صواريخ “الكاتيوشا”.

واستهدفت أيضاً مقر وحدة المراقبة ‏الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة “ميرون” بعشرات صواريخ “الكاتيوشا” وقذائف ‏المدفعية.

“صلية صاروخية استثنائية”
وأفاد وسائل إعلام لبنانية، في وقت سابقٍ الأربعاء، بأنّ “الصليات الصاروخية المكثفة التي أُطلقت من لبنان، في اتجاه الشمال، هي الأكبر منذ بداية الحرب من حيث العدد والنوع”، قائلاً: “نحن أمام صلية صاروخية استثنائية لم نشهد مثيلاً لها منذ بداية الحرب”.

وأكّدت أنّ عملية إطلاق الصواريخ استمرت نحو نصف ساعة، وتضمّنت عشرات الصواريخ، مبيّناً أنّ “المنطقة المستهدفة واسعة للغاية وتقع في العمق الإسرائيلي في الشمال وتشمل طبريا”.

وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن دوي صفارات الإنذار في أكثر من 32 مستوطنة، وأنّ أصداء الانفجارات تُسمع جيداً في طبريا وصفد ومحيطها وفي عدد كبير من مستوطنات الجليل، كذلك أكّد سماع صوت انفجارات في حيفا وعكا و”هكريوت”.

كما أشار إلى انقطاع الكهرباء في أماكن كثيرة في الشمال من جراء صلية الصواريخ الأخيرة التي أطلقها حزب الله، فيما اشتعلت الحرائق في عدد من المناطق نتيجة سقوط الصواريخ التي أُطلقت من لبنان.