جاء ذلك في حديث أدلى به معاليه لوكالة الأنباء السعودية عقب جولته التفقدية على المنشآت والمقرات التي تشرف عليها “سدايا” أو تجهز بنيتها التقنية للجهات الحكومية المعنية بحج 1445هـ في كل من : منطقة مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والمسجد الحرام والطرق المؤدية لمدينة مكة المكرمة.
وأوضح الغامدي أن جهود “سدايا” تأتي ضمن إطار ما تحظى به من دعم مستمر ومتواصل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” لتضطلع بدورها في تحقيق الاستفادة المثلى من تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي ومن ذلك خدمة ضيوف الرحمن تحقيقًا لمستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030.
وقال : تقدم “سدايا” خلال موسم حج هذا العام عددًا من الخدمات التقنية المتقدمة التي تسهم في خدمة ضيوف الرحمن تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة، ومنها منصتي : “بصير” و “سواهر” الذكيتين، و”بصير” عبارة عن منصة وطنية ذكية تعتمد على عدة أنظمة تقنية تعمل بخوارزميات وطنية تُعنى برصد وإدارة الحشود في المسجد الحرام، والتعرّف على السلوكيات وتعابير الوجه، وعدْ الأشخاص في المطاف والمنطقة المركزية للمسجد الحرام، وتحديد كثافة الأشخاص في المطاف، والكشف عن التائهين مع تطوير نظام يعطي قراءات صحيحة لمعرفة مناطق الزحام القريبة من المسجد الحرام لتسهيل حركة سير المركبات، ويعد بصير أول نظام رؤية حاسبوية لحظي على مستوى المملكة ومن أضخم الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط في إدارة الحشود. وأضاف معاليه أن “سواهر” عبارة عن منصة تتبنى تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي في تحليل بث وتسجيلات الفيديو والصور الملتقطة بواسطة الكاميرات الحرارية لتمكين قدرات التحليل والتعرف المتقدم على تأمين الأماكن في الحج، وتأتي هذا العام بتغطية جغرافية أوسع وأشمل حيث ترتبط المنصة بأكثر من 1900 كاميرا في 20 موقعًا دائمًا وموسميًا في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام والطرق الرئيسة بمدينة مكة المكرمة والأنفاق والمشاعر المقدسة والمنافذ البرية المؤدية إليها.
وبين أن منصة سواهر تضم أكثر من 70 خدمة بالإضافة إلى أكثر من 12 منصة تحليلية لرفع كفاءة إدارة الحشود وتعزيز قدرات التنبؤ ودعم اتخاذ القرار، كما تم ولأول مرة هذا العام تغطية منشأة الجمرات بأكثر 300 كاميرا في الجمرات ويصل عددها مع الأنفاق والمواقع الباقية فيها إلى أكثر من 400 كاميرا تحليل ذكي ترتبط مباشرة بخوارزميات ذكاء اصطناعي تُعد الأحدث والأميز من حيث مستوى التقنية والأداء لتصنيف وعدّ الكثافة والحشود ومعرفة عدد الحجاج في مختلف الأدوار ومواقع التكدس والازدحام وقياس حركة السير لمعالجة أي حدث طارئ في وقته.
وأفاد الدكتور عبدالله الغامدي أن “سدايا” تعمل كذلك من خلال مركز التميُّز للمدن الذكية على إدارة الكثافة الحركية لحجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة من خلال تطوير حلول الذكاء الاصطناعي والعمل على تنظيم سيرهم خلال تنقلهم بين المشاعر ومكة المكرمة لتفادي الزحام بين الحجاج وتسهيل سيرهم في جو من الطمأنينة والراحة إضافة إلى تشكيل رؤى طموحة لمستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير خدمات الحج بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية بشؤونه مع توفير مؤشرات إستراتيجية تسهم في تحقيق جودة الحياة في المشاعر المقدسة لينعم الحجاج بأداء حجهم.
وأشار إلى أن “سدايا” وفرت خدمات التعرف على الأفراد من خلال السمات الحيوية (البصمة) لطواقمها العاملة في المشاعر المقدسة، مما يمكّنهم من التعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة في مختلف المواقع بالإضافة إلى بعض خدمات الرعاية الصحية مثل خدمة “اسعفني” لطلب الخدمات الطبية الإسعافية وخدمة “نداء الاستغاثة” في حالات الطوارئ بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي عبر تطبيق توكلنا. ولفت الغامدي إلى أن “سدايا” أتاحت العديد من الخدمات الرقمية لتحسين تجربة الحجاج مع حرصها على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة من بينها: تطبيق “توكلنا” الذي يوفر مجموعة من الخدمات الرقمية، مثل : الوصول إلى بوابة “مناسك” التي تقدم خدمات وزارة الحج والعمرة، واستعراض البطاقة الذكية “نسك” لاستخدامها في المواصلات والدخول إلى المشاعر المقدسة والتنقل بينها. كما أفاد أن “سدايا” تُسهم في تحسين تجربة الحجاج في منافذ السفر من خلال تسريع إجراءات القدوم والمغادرة والحد من الازدحام وذلك عبر 14 منفذًا يعبر من خلالها الحجاج القادمون من خارج المملكة، وجُهزت هذه المنافذ بـ 1092 محطة عمل مزودة بأحدث أجهزة التقاط وتسجيل السمات الحيوية ، ويعمل عليها فريق فني من الكوادر الوطنية على مدار الساعة لضمان استمرارية الخدمات، كما تم تجهيز 19 موقعاً من نقاط الفرز على مداخل مكة المكرمة وداخل المشاعر المقدسة بنحو 74 محطة عمل.