ينام كل ليلة باكيًا بسبب ما يتعرض له من إهانة، ويستيقظ على الضربات واللكمات التي يسددها له ابنه في أنحاء مختلفة من جسده.. هذا ملخص المأساة الحقيقية التي يعيشها صقر سيد، 61 عامًا، والذي يقطن بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، حيث يشكو تعرضه للضرب على يد ابنه الشاب الذي يعيش معه في نفس الشقة.
بكلمات تسبقها الدموع يحكي «صقر» لـ«» عن المعاناة التي يعيشها بين أربعة جدران هي غرفته التي لا يخرج منها أبدًا: «ابنى حابسني في أوضتي، مش بطلع منها أبدًا، ومعلق على باب الأوضة شومة كبيرة عشان لو خرجت يضربني بيها، وقبل كده عملت فيه محضر لما كسر مناخيري وأسناني وكسر الإزاز في وشي، ولما صعب عليا اتنازلت وقلت يمكن يرجع لعقله، وبرضه رجع يضربني تاني».
لدى «صقر»، 3 أبناء، ابنة متزوجة لا ترضى عن ما يتعرض له والدها، ولكن ليس بمقدورها فعل أي شيء، وابن آخر لا يقل قسوة عن شقيقه، ولكنه ترك البيت بحسب الأب، أما الابن «فادي» فهو يقيم معه في الشقة: «الولدين معاملتهم وحشة معايا، وخدوا مني عقد الشقة، ورحت القسم عملت مذكرة، ولما كانت أمهم عايشة برضه كانت معاملتهم وحشة معاها».
عاش «صقر» سنوات طويلة مع زوجته، تحملته في سنواته الأولى وتحملها هو في آخر العمر: «تعبت في السنين الأخيرة، وصرفت كل اللي حيلتي عليها، عملت عمليتين بتر في رجلها، وعاشت في ألم وعذاب، ومحدش كان بيسأل فيها ويراعيها غيري».
يحصل «صقر» على دعم كبير من جيرانه الذين يسمعون بكاءه، ويقفون خارج باب الشقة غير قادرين على الدخول حتى لا يتعرضوا لبطش الابن الذي يعمل حدادًا: «واحد من جيراني قالي صور فيديو واحكي فيه مآساتك، وفعلا صورني أول إمبارح ونشره على الإنترنت، وامبارح اتقبض على ابني ورحت معاه القسم عملت محضر، والنهاردة هيتعرض على النيابة».