كشفت مصادر رفيعة المستوى، أن حركة “حماس” تدرس بجدية كبيرة نقل مقر قيادتها من دولة قطر إلى دول أخرى، في ظل الضغوطات التي وصفت بـ”الهائلة” التي تمارس عليها بسبب حرب غزة، ومفاوضاتها الشائكة والتي تمر بمرحلة جمود الفترة الحالية.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، أن الحركة تتعرض للكثير من الضغوطات من قبل دول عربية من أجل الموافقة على المقترحات التي تقدم من قبل الإدارة الأمريكية وحتى الجانب الإسرائيلي، فيما يخص حرب غزة، رغم عدم تماشيها مع شروط المقاومة التي وضعتها على الطاولة منذ اليوم الأول من الحرب.
وذكرت أن “حماس” ترفض بشدة أن تُستخدم ورقة الإقامة في الضغط عليها بمفاوضات التهدئة المتعثرة، وذلك وفق ما يُنشر عبر وسائل الإعلام، والذي نفته قطر جملة وتفصيلا، إلا أن حركة “حماس” لم تكشف تفاصيل هذه الضغوطات بشكل رسمي الأمر الذي فتح باب التأويل ووضع السيناريوهات الساخنة بهذا الملف.
وأشارت المصادر ذاتها لـ “رأي اليوم”، إلى أن حركة “حماس” قد طرقت أبواب العديد من العواصم العربية والإسلامية، لنقل مقر إقامتها من قطر، إلا أن الكثير من تلك العواصم أقفلت أبوابها خوفًا من “الغضب الأمريكي”، وأن الخيارات أمام الحركة باتت محدودة جدًا، في ظل عواصم محددة رحبت بالحركة لكن ضمن شروط “صارمة”.
ولفتت إلى أن “حماس” تعيش مرحلة “المفاجئة والصدمة” من الموقف العربي تجاه حرب غزة الدامية والتي دخلت شهرها التاسع، والحالة التي تخلت فيها الكثير من الدول عن معاناة قطاع غزة، وتركيزهم فقط على وقف الحرب دون النظر لمعاناة الفلسطينيين والمجازر التي ترتكب بشكل يومي.
وقبل أسابيع، نشرت “رويترز” نقلاً عن مسؤول مطلع على تقييم تجريه الحكومة القطرية إنها يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة في إطار مراجعة أوسع لدور الوساطة التي تضطلع به الدولة في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال المسؤول إن الدولة الخليجية تدرس ما إذا كانت ستسمح لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وإن المراجعة الأوسع تشمل النظر فيما إذا كانت قطر ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ أشهر.
وقالت قطر الشهر الماضي إنها تعيد تقييم دور الوساطة الذي تضطلع به في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى مخاوف من تقويض جهودها بفعل ساسة يسعون إلى تحقيق مكاسب.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أميركي لم تسمه القول، إن واشنطن طلبت من الدوحة طرد حماس إذا استمرت الحركة في رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وتستضيف قطر المكتب السياسي لحركة “حماس” منذ عام 2012 كجزء من اتفاق مع الولايات المتحدة، ويعيش إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في الدوحة وسافر بشكل متكرر، بما في ذلك إلى تركيا، منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
من الدولة التي ستوافق على استضافة “حماس”؟ وهل ستكون قادرة على تحمل الضغوط الامريكية؟