ويمارس الرحالة الرياضيون هوايتهم المفضلة والتي تتنوع ما بين المشي لمسافات طويلة أو عبر الدراجات الهوائية والنارية، وغيرها من الوسائل التي تساعدهم على الاستمتاع بهوايتهم المفضلة، والتي يفضلون ممارستها بشتى أنواع الطرق والوسائل.
هواية محببة
يعد قطاع الهوايات من القطاعات التي تحظى بدعم كبير من القيادة الرشيدة، لارتباطه بكافة فئات المجتمع، فهو جزء من رؤية متكاملة هدفها تعزيز جودة حياة كافة السكان في المملكة، وأن تزدهر حياة الأفراد نحو مجتمع حيوي ومزدهر.
ورغم أن الترحال يعني التنقل من مكان إلى آخر، إلا أنّ المفهوم اتسع كثيراً ليصبح هواية محببة للكثيرين وفي المملكة، وفرت البوابة الوطنية للهوايات «هاوي» بيئة ممتعة وثرية ووحدت المجتمعات في المملكة لممارسة هواياتهم وشغفهم، وحظي هواة السفر والترحال بنصيبهم من الاهتمام الكبير من قبل البوابة التي ساعدتهم من خلال الخدمات التي تقدمها على تأسيس الأندية الخاصة بهم، وتسجيل العضويات، وإدارة أعضاء أندية الهواة ونشاطاتها من خلال صفحات للأندية، ورفع طلبات الدعم، وإيضاح اللوائح التي تنظم القطاع، إضافة إلى حجز الحاضنات والمرافق، وحضور الدورات التدريبية.
عشاق الترحال
ثمة أناس عشقوا الترحال وحياته حتى باتت هواية مفضلة لديهم يمارسونها في كل وقت، وهي الهواية التي عرفها الإنسان منذ قديم الأزمان واشتهر بها الكثير من القدماء عبر التاريخ، وكان العرب قديما أهل رحيل وترحال وتناقلت الأجيال هذه الهواية حتى وقتنا الحاضر، ومن طبيعة هذا الترحال جاء عشق تغيير المكان وحب التنزه والتنقل في الصحراء، حيث ينطلق البصر وتبتهج النفس وتنشرح.
ولقد كان لهذا العشق الأزلي للترحال أثره وانعكاساته، وهو الذي يفتح آفاق الخيال ويحفز الهمم، ويُمهد دروب الجمال، ومنه يمكن التعرف على طباع وصفات وعادات وتقاليد المجتمعات والشعوب والأمم.
رحالة عرب
عرف التاريخ العربي العديد من الرحالة الذين كانت لهم الكثير من الجولات والرحلات الهامة، والتي كتبوا عنها في كتبهم، مسجلين الكثير من المشاهد الهامة في تاريخهم، ومن أشهر هؤلاء الرحالة الكبار، ابن بطوطة الذي امتدت رحلاته من المغرب الأقصى إلى الصين وماليزيا والفلبين، وهي مسافة لم يقطعها أي رحّالة قبله، الأمر الذي جعل جامعة مرموقة من حجم «كامبريدج» تطلق عليه لقب «أمير الرحالة العرب المسلمين»، وعندما نتحدث عن أبرز الرحالة العرب والمسلمين، نجد أنه لا بد أن نتحدث عن شخصية العالم والمؤرخ والأديب المسافر، الذي يعتبر مؤسس علم الاجتماع والعمران، ألا وهو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون، الذي بلغت شهرته بقاع الأرض المختلفة، فهو معروف في المشرق والمغرب كواحد من أعظم علماء الاجتماع.
شخصية العام
في العصر الحديث والسعودية تحديدًا لا يمكن الحديث عن الرحلة والترحال دون التطرق إلى ذكر الراحل الشيخ محمد ناصر العبودي الذي توفي العام الجاري، بعد أن عاش زهاء الـ 95 عاما، ألّف خلالها ما يزيد على 300 كتاب، وسافر إلى أكثر من 160 دولة، وحصد عشرات الجوائز، كان من أهمها «شخصية العام» من وزارة الثقافة السعودية العام الماضي.
بحث دؤوب
الترحال أشبه ببحث دؤوب عن شغف لا نهاية له، وهواته لا يكلون ولا يملون من البحث عن وجهات جديدة في هذا العالم الفسيح، مستلهمين مطلع قصيدة الإمام الشافعي الشهيرة التي يقول مطلعها: «ما في المقام لذي عقل وذي أدب، من راحة فدع الأوطان واغترب، سافر تجد عِوضاً عَمَّن تفارقه، وانصب فإنّ لذيذ العيش في النصب».
يُذكر أن قطاع الهوايات في المملكة، من القطاعات التي شهدت تحولًا كبيرًا منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، وإسناد كل ما يرتبط بالقطاع إلى مركز برنامج جودة الحياة، الذي يقوم بتنفيذ مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى دعم وتطوير القطاع؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية 2030 في تحفيز حيوية المجتمع، وتوفير خيارات أكثر تعزز أنماط الحياة الإيجابية.
أهمية السفر
اهتم علماء النفس وخبراء الصحة بأهمية السفر وفوائده الصحية، وتعززت جهودهم بدراسات علمية أكدت تلك الفوائد، وخاصة في الجوانب النفسية والعقلية، كما يؤدي إلى توسيع مدارك الإنسان، فمن خلاله يمكنه التعرف على أشخاص جدد، والتكيف على أوضاع جديدة؛ مما يجعله يحافظ على قدراته الإدراكية. فقد أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة قوية بين السفر وتعزيز الوعي الثقافي، ونمو الشخصية، بالإضافة إلى زيادة الإبداع.
ومنذ الإطلاق الرسمي لـ «هاوي» تَضاعف عدد أندية الهوايات المسجل في البوابة الوطنية للهوايات، ليتجاوز 933 نادي هواة لأكثر من 217 هواية، وبلغ عدد الأعضاء المسجلين أكثر من 60 ألف هاوٍ من الجنسين من مختلف الأعمار، كما أقيمت أكثر من 1162 فعالية للهواة ضمن البوابة.