ألاعيب نفسية كثيرة قد نتعرض لها يوميا، منها تشكيك البعض في كلام أو فعل ما، أو نسب كلام أو أفعال لم تقلها لك، أو العكس إنكار كلام وأفعال صدرت منك، ويطلق على هذه الطريقة أسلوب «الشعللة» أو الـ«gas lighting»، حال تعمد شخص على اتباعها كأسلوب حياة في كل المواقف مع شخص آخر، والنتيجة لن تكون نزع الثقة في النفس فقط، بل قد يوصل الطرف الآخر إلى حافة الجنون، وهذه الحيل منتشرة بين الأزواج والأصدقاء ومحيط العائلة وفي العمل أيضاً.
ألاعيب نفسية لزرع الشك في الآخرين
ووفقا لمدربة الصحة النفسية نرمين جمال، في حوارها ببرنامج «السفيرة عزيزة» على شاشة «dmc»، أوضحت أنَّ هناك العديد من الحيل والألاعيب النفسية يتبناها ويطبقها المتلاعب، تبدأ من تشكيك الآخر في مشاعره وأحاسيسه مثل أن يردد عليه دائما جملة «أنت حساس زيادة عن اللزوم، أنت بتبالغ»، ويقصد غرس الشك بداخل الآخر في مشاعره وأفكاره، ما يسمى بـ«الجاس لايتينج».
وتابعت: «هناك لعبة تحويل الانتباه، ونطلق عليها بالعامية (بص العصفورة)، ويمارسها الشخص في موقف ما، بأن يقطع الحديث ويشتت انتباه من أمامه ليصرفه عن خطئه بحقه في موقف ما، ويحاول أن يذكره بموقف ما لا علاقة له بالموقف الحالي، والقصد أن يشعرك الآخر بأنك السيئ وليس هو، رغم أنه لم ينف خطأه مطلقاً، ويستمر في اتباع هذه الحيلة لتحويل الانتباه عنه».
أسلوب «قلب الترابيزة»
وألقت نرمين الضوء على أسلوب إلقاء اللوم على الآخر، ما يسمى بالعامية «قلب الترابيزة»، مثل أن تلوم المتلاعب على عدم إحضار شيء، فيلومك أنك «مزعج ومتطلب»، ورغم أنه هو المخطئ، لكنه لا يعترف أبدا بخطئه، بل سيستمر في الإنكار والإسقاط ليستمر هو المسيطر وفي يده زمام الأمور والأفكار ومتحكم في المشاعر.
وفسرت طريقة تفكير هذا الشخص المتلاعب بأنه «ليس للآخرين أي حق في الشعور بالسوء نحوه مهما بلغت أفعاله من سوء، لأن الآخرين دائماً على خطأ، وستسمع هذه العبارة من أحدهم عندما يشكو تصرفات شخص يزعجه وستفكر: ليس من المعقول أن شخصا ما لا يخطئ أبداً».