يبدأ الشعب المصريون مع اقتراب عيد الأضحى في تجهيز الأضاحي؛ لذبحها في أول أيامه الثلاثاء المقبل، ومنهم من يشتريها قبل العيد مباشرة، وآخرون يشتروها منذ وقت طويل؛ لتربيتها في المنزل حتى تكبر، لضمان الحصول على لحم جيد مضمون بالنسبة لهم، وهو ما يوضحونه في حديثهم مع «» عن شروط تربية أضحية العيد.
اعتاد محمد صلاح قويسي، من مركز الدلنجات بالبحيرة، على تربية أضحية العيد كل عام بنفسه في منزله، سواء كانت خرفان أو ماعز أو عجول، حسبما ذكر، لافتًا إلى أنها تكون أفضل من شراءها قبل العيد مباشرة من التجار، حيث تجعل التربية في المنزل الأكل مضمون: «بتكون مأكلها بإيدك واللحمة بتكون أنضف».
القويسي: طالما عندنا الأرض والأكل ليه مانربيش؟
بعض الأفراد تشترك معًا في شراء الذبيحة؛ لتربيتها والتضحية بها، وخاصة في العجول، بحسب «قويسي»: «ممكن 2 أو 4 يشتركوا سوى»، وذلك بدلا من شراء اللحوم جاهزة، أو شراء الأضحية من تجار قد يغشهم، مشيرًا إلى أن الريف يسهل فيه التربية مقارنة بالمدينة، بسبب وجود مساحات وأماكن يمكن وضع الأضحية فيها، فضلا عن توافر الأكل والأعلاف: «طالما عندنا الأرض والأكل ليه مانربيش وناكل حتة لحمة حلوة».
في بعض السنوات تكون الأضحية مولودة في المنزل لدى «قويسي»، بسبب حبه في التربية باستمرار: «البهايم بتكون خلفت والصغيرة بتفضل لما تكبر وتدبح العيد اللي بعده»، موضحًا أنه من يريد شراء بهيمة لذبحها في عيد الأضحى، من الأفضل أن يشتريها قبل العيد بشهرين كأقل حد، حتى يطعمها أكل نظيف «فول، غلة، ذرة»، ويتبدل الطعام السيء من داخلها.
عبدالله: بعض التجار يطعمون الأضحية أكا سيئا ينتج عنه طعم «وحش»
الأكل سواء سيئ أو جيد، ينعكس على لحم الأضحية وطعمه، بحسب حديث «قويسي»، مضيفًا أن التجار تطعم البهائم أكل سيء، ويعطونهم أشياء تساعد على التسمين السريع، ما يجعل لحمها سيئ، وقد تضر من يأكلها، لذلك التربية في المنزل أفضل وأضمن، لافتًا إلى أنه سيضحي هذا العام بخرفان بيضاء وٌلدت وتربت في بيته.
«اتولدنا لقينا أهلنا كده وعملنا زيهم»، بهذه الجملة عبر عبدالله أبو أمين، من قرية كشيك التابعة لمركز أبوحماد بالشرقية، عن اعتياده تربية الأضحية في بيته، لافتًا إلى أن التربية في المنزل أفضل لعدة أسباب، منها شراء البهائم صغيرة وبسعر أقل، وتغذيتها بأكل نظيف مثل البرسيم والتبن والعلف؛ وبذلك تكون جاهزة وبحالة جيدة قبل دخول العيد.
تربية الأضحية في المنزل يضمن سلامة ونظافة اللحم، بدلا من شراءها من التجار الذين يطعومنها بشكل سيء، وفي بعض الأوقات يعطونها حقن وحبوب هرمونات للتسمين، بحسب «أبو أمين»، ما ينعكس على لحمتها: «البهيمة كل ما تاخد حقن أكتر لحمتها بتكون وحشة»، مستكملا أن نظافة الأكل ينعكس على طعم لحم الذبيحة.
يطعم «أبو أمين» البهيمة في بداية الشتاء؛ لوقايتها من الحمى القلاعية، ومع أول الصيف؛ للحماية من الدرن، ما يجعهل سليمة، ومضمون أنها لا تعاني من مشاكل صحية، بعكس شراءها من التجار الذين قد لا يلتزمون بذلك عند تربيتهم للبهائم، حسب ما لفت إليه، مضيفًا أنه سيضحي بـ«عجلة نتاية»، حيث معروف في القرى أن لحمتها أفضل من الذكر؛ لصغر عمرها: «بتكون لحمتها حلوة ومسكرة»، موضحًا أنه يوزع منها جزء والباقي يضعه في «الفريزر» للأكل منه طيلة العام.
يصعب تربية الأضحية بسبب غلاء الأعلاف
غلاء الأعلاف، من الأشياء التي تصعب تربية الأضحية في المنزل، حسبما أوضح «أبو أمين»، لافتًا إلى أن مقدار أكل البهيمة يكون على حسب عمرها، فكلما كانت صغيرة تأكل قليل، ولكن عند دخولها في مرحلة التسمين تأكل ما يقرب من 3 كيلو «تبن» يوميًا، بجانب 2 كيلو «علف»، ويضاف عليهم أملاح مضادة للسموم، ومكملات غذائية أخرى، مختتمًا: «حاجة البيت مفيش أنضف منها».