حمل إسرائيل مسؤولية حادث مجدل شمس..جنبلاط يحسم خياره مع المُقاومة ويُحرج وهاب..

ساعات من الترقب عاشها اللبنانيون ليلة أمس بعدما تواردت الأخبار عن تفويض منحه مجلس الحرب في إسرائيل لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يواف غالانت لتوجيه ضربة عسكرية واسعة لحزب الله في لبنان. وإعلان هيئة الطيران اللبنانية تأجيل رحلات الى مطار بيروت، فيما أعلنت مجموعة” لوفتاهنزا” الألمانية تعليق رحلاتها الى بيروت حتى يوم الغد بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط حسب بيان المجموعة. وقد أشار وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب الى ان العديد من شركات الطيران أوقفت رحلاتها الى لبنان خوفا من هجوم إسرائيلي مرتقب. واضاف وزير الخارجية اللبناني إن الولايات المتحدة طلبت من لبنان أن يكون رد حزب الله محدودا على أي هجوم إسرائيلي.
وما زال الحادث الذي اودى بحياة احد عشر مدنيا من سكان مجدل الشمس العرب في الجولان السوري المحتل يتفاعل اذا اعلن زعيم الدروز في لبنان والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مرة جديدة وبشكل أوضح مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن حادث مجدل شمس، وجدد جنبلاط في حديث لقناة الجزيرة امس، وقوفه الى جانب المقاومة في لبنان، في وجه الاحتلال الإسرائيلي والجرائم التي يرتكبها في غزة ولبنان . وكشف جنبلاط ان المبعوث الأمريكي للبنان ” اموس هوكشتاين” تواصل معه خلال الساعات الماضية، وابلغه نوايا إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للبنان، ورد جنبلاط على هوكشتاين بان مهمته تقتضي التوسط لوقف اطلاق النار وليس لايصال رسائل التهديد، وأشار جنبلاط الى ان هوكشتاين تواصل مع رئيس مجلس النواب “نبيه بري”
موقف جنبلاط من حادثة مجدل شمس كان فارقا لجهة وأد اهداف إسرائيل من اتهام حزب الله باستهداف مجدل شمس، ونزع أي فتنة طائفية تسعى اليها إسرائيل من خلال تأليب الدروز على المقاومة في لبنان. وللمفارقة جاء موقف جنبلاط حاسما لجهة تحميل إسرائيل المسؤولية، ودعم المقاومة على الرغم من الخلافات بينه وبين حزب الله في شؤون الداخل اللبناني، بخلاف موقف رئيس حزب التوحيد العربي الدرزي ” وئام وهاب ” الحليف لحزب الله، والذي طالب منذ اللحظة الأولى بتحقيق دولي، دون ان يشير الى الجهة التي تتحمل مسؤولية مجزرة ” مجدل شمس ” كما دعا وهاب الى وقف الحرب لان لبنان في خطر في إشارة الى جبهة الاسناد اللبنانية . موقف وهاب هذا لاقى انتقادات واسعة من انصار المقاومة في لبنان، وتم مقارنته بموقف جنبلاط الأكثر حكمة ووعيا باهداف إسرائيل ويبدو ان موقف جنبلاط وضع وهاب في موقف حرج.
وبالعودة الى التصعيد وقرار إسرائيل بشن هجوم عسكري واسع على لبنان، تقول مصادر ” راي اليوم ” ان حزب الله اتخذ كافة الإجراءات العسكرية والميدانية، وقام باخلاء مراكز ومقار من المحتل ان تكون أهدافا للقصف الإسرائيلي، وترجح المصادر ان يشمل الهجوم الإسرائيلي مناطق في الجنوب اللبناني والبقاع، وان لا يشمل قصف العاصمة بيروت لان ذلك سوف يستدعي قصف تل ابيب مباشرة دون أي انتظار. وتستبعد المصادر قصف منشآت حيوية مثل المطار او الميناء او محطات الكهرباء لان ذلك أيضا يفتح على معادلة القصف المماثل لمنشات حيوية في المدن الإسرائيلية . لكن تتخوف المصادر من قيام الجيش الإسرائيلي بتوغل بري في عدة مناطق على الحدود، تعمد إسرائيل الى احتلالها للمقايضة عليها والمطالبة بانسحاب حزب الله بعيدا عن الحدود مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي تحتلها.

لكن يبقى من الصعب صمود الجيش الإسرائيلي في مواقع متقدمة داخل لبنان لو حدث توغل، لان الجيش الإسرائيلي لم يحتمل طوال عشرة اشهر الوقوف على الجانب المقابل من الحدود بسبب كثافة ودقة قصف المقاومة لمواقعه العسكرية.
ورغم التهديدات الإسرائيلية واصل حزب الله شن هجمات على إسرائيل، ودوت صفارات الإنذار فجر اليوم في الجليل الغربي، واعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض مسيرة لحزب الله حلقت فوق الجليل شمال فلسطين المحتلة. وردت إسرائيل بقصف بلدات وقرى جنوبية في عيترون وشقرا.
ساعات حاسمة واجواء الحرب تخيم على سماء لبنان، مع حالة حذر وترقب، مع يقين الجميع ان عدوانا إسرائيليا كبيرا بات امرا محسوما، وهذا ليس نهاية المطاف فرد حزب الله أيضا موضع انتظار، كيف سيكون ما هو مداه. حتى اللحظة ليس ثمة مؤشرات تدل على احتمال الانزلاق نحو الحرب الشاملة، لكن مستوى التصعيد سيكون غير مسبوق منذ اندلاع القتال على جبهة لبنان في الثامن من أكتوبر العام الماضي.