نظم برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية السعودية 2030 خلال مشاركته ضمن وفد المملكة في المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة (HLPF) الذي عقدته الأمم المتحدة بمدينة نيويورك خلال الفترة من 08 يوليو وحتى 18 يوليو 2024، فعاليات مصاحبة تضمنت جلسات حوارية ومحاضرات تفاعلية متنوعة، بهدف عرض التقدم الذي أحرزته المملكة من خلال رؤية السعودية 2030 ومبادرات برنامج جودة الحياة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع التركيز على مشاريع المدن المستدامة وإظهار التزام الرؤية من خلال مواءمة مستهدفاتها مع الأهداف العالمية، إلى جانب استعراض أهم التحديات التي تواجه المدن الحديثة، وكيفية مواجهة هذه التحديات من خلال مبادرات جودة الحياة، إضافة إلى إبراز أهمية البيانات الحضرية في التخطيط، وصنع السياسات، وسبل تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات لبناء مدن وتجمعات محلية مستدامة.
وأكد الرئيس التنفيذي للبرنامج خالد بن عبدالله البكر، في افتتاح الجلسات الحوارية، على دور البرنامج من خلال برامجه ومبادراته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وقال: «نعمل على تحسين جودة الحياة لجميع الأفراد في المملكة من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات التي تركز على مجالات رئيسية مثل الفنون والثقافة، الرياضة، السياحة، التصميم الحضري، الترفيه والهوايات، الأمن والسلامة». وأضاف: «نسعى لإيجاد حلول مبتكرة، وخلق نظام معرفي يعيد تعريف مفهوم جودة الحياة، وتعاوننا مع شركاء عالميين مثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يعزز من جهودنا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
من جانبه أشار مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في المملكة الدكتور أيمن الحفناوي خلال كلمته إلى أهمية العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية.
وأضاف: «عبر استعراض مختلف الحلول والمعايير المتوائمة مع الأهداف العالمية والقابلة للتحقيق على الصعيد المحلي يقدم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية كل الدعم والتمكين لبرنامج جودة الحياة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
قياس البيانات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة:
تحدث نخبة من الخبراء والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم عن التحديات الحالية وأثرها على جودة الحياة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحاجة إلى التطور التقني في جمع وتحليل البيانات بشكل فعال ومستدام.
وأشار المشاركون إلى أهمية البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار في تحقيق أهداف جودة الحياة ومستهدفات التنمية المستدامة.
جودة الحياة في صناعة القرار:
ناقش المشاركون في هذه الجلسة أهمية جودة الحياة في تحسين مستوى الراحة والرضا العام للأفراد في حياتهم. وذكر المدير التنفيذي المكلف للمستوطنات البشرية في الأمم المتحدة السيد مايكل ملينار: «أن برنامج جودة الحياة يسعى إلى تحسين جوانب متعددة مثل الصحة العامة، الحالة الاقتصادية، والاجتماعية، والرضا النفسي والعاطفي من خلال البرامج والمبادرات واستحداث الخيارات التي تعزز من أنماط الحياة الإيجابية».
من جهتها قالت الرئيس التنفيذي للشؤون الدولية في البرنامج نورة اليوسف: «نضع في برنامج جودة الحياة الإنسان في محور تركيزنا وإلهامنا أثناء صناعة واتخاذ القرار في كافة القطاعات، مثل التصميم الحضري والأمن والثقافة والرياضة والتعليم، وذلك لأن التركيز على تعزيز جودة الحياة هو تركيزٌ على تعزيز حياة وتجربة الأفراد».
المدن وتجربتها في قياس مؤشرات جودة الحياة:
استعرضت هذه الجلسة تجارب مدينتي المدينة المنورة في السعودية ومقاطعة ولاية كيريتارو بالمكسيك ضمن النسخة التجريبية لمؤشر جودة الحياة العالمية، حيث سلط المدير التنفيذي للبيانات والابتكار بـهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة المهندس عبدالرحمن إبراهيم، الضوء على جهود الهيئة لتحقيق جودة الحياة، مع التركيز على كيفية اتخاذ القرارات الأكثر فعالية من خلال تقدير السياقات المحلية والإقليمية والنظر إلى ما هو أبعد من الأرقام. وقال: «خلال العام الماضي قمنا بتطوير وإطلاق منصة (رسيل) المعتمدة على البيانات المفتوحة، وأطلقنا منصة «منارة» كقاعدة بيانات حضرية لحوكمة البيانات، حيث قمنا بربط جميع مشاريع المدينة المنورة التطويرية بأهداف التنمية المستدامة».
قابلية العيش وأهميتها في جودة الحياة:
تناولت الجلسة تفاعل برنامج جودة الحياة في المملكة مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs). وأشار المستشار ببرنامج جودة الحياة الدكتور الصالح سقطي، إلى إطلاق المملكة لـ «ميثاق الملك سلمان العمراني الذي يسعى إلى حماية التراث العمراني وتحسين قابلية العيش في المدن». وأضاف: «من خلال تبادل الأفكار والخبرات، يمكننا إيجاد حلول فعالة وتطبيقها على أرض الواقع، تسهم في بناء مستقبل مستدام ومزدهر للجميع».
وتأتي مشاركة برنامج جودة الحياة في المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة (HLPF) الذي تنظمه الأمم المتحدة منذ العام 2015م، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 بتحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف المجالات، والتأكيد على التزام المملكة من خلال تحسين جودة الحياة وتسليط الضوء على جودة الحياة في المحافل العالمية، والعمل المشترك مع كافة الدول والمنظمات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول العام 2030
وقد أسهم البرنامج من خلال 128 مبادرة في تحقيق عشرة من أهداف الأمم المتحدة الـ 17 للتنمية المستدامة، ترتبط بالتعليم والصحة والمساواة وتوليد الوظائف وتعزيز النمو الاقتصادي والصناعة والابتكار والمدن والتجمعات المستدامة واستخدام الطاقة النظيفة.