اسماعيل هنية ابو العبد..بسام الياسين

يخجل القلم من نفسه،  وتمشي الحروف على اطراف اصابعها استحياء ، عند الكتابة عن شخصية تجللها المهابة كعباءة، وتظللها الشموخ كغيمة،  في زمن الاحطاط العربي هنية لم يات لمقارعة العدو بتوصية ثقيلة، ولم يحرق المراحل ليصل الى اعلى رتبة بواسطة، مثلما يجري في الدول المتخلفة بل صعد من قاع الشقاء حتى وصل القمة،  ثم انطلق بفروسيته وقوة شكيمته ليستوطن نجمة مشعة صنع نفسه بنفسه،  ورسم مستقبله بيده فقد ولد اسماعيل في خيمة عتيقة مهترئة كانت هي المأوى والمطبخ وغرفة الاستقبال ومكان السفرة هي المسجد ودار حفظ القران، يعني انها كانت تختزل الدنيا في بضعة امتار ثلاجة تُجّمد اطراف ساكنيها شتاءً، وتشويهم كحبات البطاطا صيفاً حياة مريرة صعبة، ختامها شهادة كما كان يتمنى.
 فما السر وراء هذا الاصرار على النضال،  وعدم الانكسار امام رياح عاتية تقتلع الاشجار،  ورماح مسمومة تطيح بِأَعتى الرجال ؟!. اتراها معجزة تقف خلف هذه القدرة فوق العادية على الاحتمال ام كرامة يخص الله بها بعض الرجال الرجال ؟!.أَإِسماعيل هنية  بفطرته كان يحمل طبيعة الزاهدين في الحياة، وشوق الاستشهادين للاخرة.
ابو العبد، ” سيزيف عصره ” ، حامل الصخرة من الشاطيء للقمة وقوده الصبر، الايمان، العقيدة الراسخة، اقانيم صنعت من الرجل قديساً ؟!.تلك حالات واحوال تقع لا تفسير لها، تبقى آيات تتحدى العقل الانساني مهما أُوتي من علم و معرفة لرحيل هؤلاء الكبار الكبار وقعاً،  تختلط فيه الدمعة بالبهجة فمن يحل هذه الشيفرة دمعة على الرحيل وبهجة ان تُفتح لهم ابواب الحنة الثمانية ؟.
ما حركه،  تصفية قضية فلسطين عربياً اولاً. بكامب ديفيد الآثمة خرجت مصر العروبة، كبلوا الاردن بوادي عربة،  وبأسلو ثانياً اعطوا الجماعة مقاطعة “، واطلقوا عليها الدولة دمروا العراق ثم اتوا على سوريا لم يبق في الساحة الا المقاومة و محورها الذي يدافع عن شرف الامة، والا ستنقص الارض من اطرافها والتاريخ يلعنها، ويصبح العرب قرباناً للصهاينة، كالبقرات الحمراء التي ستذبح على عتبات الاقصى.
اسماعيل هنية، اصطفاه الله من بين ملياري عربي ومسلم ، من فوق سبع سماوات، ليكون شهيدا، يضي بدمه درب الشهادة للسالكين على دربه. لهذا كان بطلاً في حياته، وصار استثنائياً بعد استشهاده.. فبالشهادة كان العرب سادة الدنيا،  ولما خنعوا صاروا دمية بيد امريكا.

لذلك ليس عندنا من الشك ذرة، انك اشد الرجال نصرة للقضية، منذ صرخة الولادة الى شهقة الوفاة. فهنيئاً لك على حُسن الخاتمة.
كاتب اردني