الذكاء الاصطناعي
في عصر التكنولوجيا، تتسابق الشركات على تطوير منتجاتها وتحسين الكفاءة، ما دفعها لاستبدال موظفيها بالذكاء الاصطناعي، وتلك القوى الآلية التي تحاكي الذكاء البشري من خلال الإدراك والاستدلال والتعلم واتخاذ القرار باستخدام التعليمات البرمجية والخوارزميات والبيانات، أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل البشر المهني.
ورغم جودة الذكاء الاصطناعي في العمل، فإنه ليس الخيار الأفضل دائمًا، إذ يعاني من بعض القصور في بعض الجوانب، وفي هذا الصدد نستعرض في السطور التالية مخاطر توظيف الذكاء الاصطناعي، وفقًا لما ورد عبر موقع «builtin».
عدم الشفافية
يجد البعض صعوبة أحيانًا في فهم سلوكيات الذكاء الاصطناعي، حتى الخبراء التكنولوجيون، الذين يعملون بشكل مباشر مع التكنولوجيا، ما يُصعب عملية الشفافية بين رؤساء الشركات وموظفيهم من الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، إذ لا تجيد هذه الروبوتات عمليات الشرح والتفسير لاستنتاجاتهم، ما يشكل عائقا كبيرا في الشركة.
عدم خصوصية البيانات
في استطلاع رأي أجرته شركة AvePoint في عام 2024، وُجد أن هناك بعض القلق من بين الشركات حول خصوصية البيانات والأمان بعد توظيف الروبوتات مكان البشر، فالنظر إلى الكميات الكبيرة من البيانات المركزة في أدوات الذكاء الاصطناعي والافتقار إلى التنظيم فيما يتعلق بهذه المعلومات، إذ تجمع أدوات الذكاء الاصطناعي العديد من البيانات الشخصية لمساعدة المستخدم في تحسين الجودة، خاصة إذا كانت أداة الذكاء الاصطناعي مجانية.
وقد تكون هذه المعلومات غير آمنة حتى من المستخدمين الآخرين عند تقديمها إلى نظام الذكاء الاصطناعي، إذ سمحت إحدى الحوادث التي حدثت مع ChatGPT لبعض المستخدمين برؤية عناوين من سجل دردشة مستخدم نشط آخر في عام 2023.
التحيز
بحسب أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة برينستون، أولجا روساكوفسكي خلال حديثها لصحيفة نيويورك تايمز، فإن تحيز الذكاء الاصطناعي يتجاوز الجنس والعرق، بالإضافة إلى تحيز البيانات والخوارزميات، ويرجع هذا إلى أن الذكاء الاصطناعي يتم تطويره من قبل البشر، وهم متحيزون بطبيعتهم.
وقالت روساكوفسكي: «الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي هم في المقام الأول من الذكور، الذين ينتمون إلى فئات ديموغرافية عرقية معينة، والذين نشأوا في مناطق ذات مستويات اجتماعية واقتصادية عالية، وفي المقام الأول من الأشخاص غير المعاقين. نحن مجتمع متجانس إلى حد ما، لذا فإن التفكير على نطاق واسع في القضايا العالمية يشكل تحديًا».
فقدان التأثير البشري
قد يؤدي الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان التأثير البشري، في بعض أجزاء المجتمع، استخدامه في الرعاية الصحية يؤدي إلى تقليل التعاطف البشري والمنطقي في فهم الحال الإنسانية بشكل صحيح.
وقد يؤدي تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تقليل الإبداع البشري والتعبير العاطفي، وقد يؤدي التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي كثيرًا إلى تقليل التواصل بين الأقران والمهارات الاجتماعية، لذا في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في أتمتة المهام اليومية، إلا أن اللمسة البشرية هامة جدًا في كل المجالات.
لا يمكن السيطرة عليه
يحذر العلماء من فقدان السيطرة على الذكاء الاصطناعي، إذ من المتوقع أن يخرج عن إحكام البشر، ويتأخذ قراراته من نفسه دون الرجوع إلى مخترعيه في الأساس وهم البشر.
الأزمات المالية
لقد دخل الذكاء الاصطناعي في مجال الصناعات المالية، إذ أصبحت أكثر تقبلاً لتدخل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العمليات المالية والتجارية اليومية، مما يؤدي إلى أن تكون التجارة الخوارزمية مسؤولة عن الأزمة المالية الكبرى التالية في الأسواق، ما يؤدي إلى أزمة مالية غالبًا، ورغم أن الذكاء الاصطناعي لديه ما يقدمه لعالم التمويل، إذ يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي مساعدة المستثمرين على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً واستنارة في السوق، إلا أن المؤسسات المالية بحاجة إلى التأكد من أنها تفهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها وكيف تتخذ هذه الخوارزميات القرارات.