كنيسة أثرية يزورها مسيحيو العالم، خاصة مع ختام صوم العذراء للكنيسة الكاثوليكية الذي ينتهي في 15 أغسطس من كل عام، إذ تحتوي على بئر تحمم فيه السيد المسيح وكانت شاهدة على مسار رحلة العائلة المقدسة، وهي واحدة من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في مصر، حيث تحمل في جدرانها عبق التاريخ والروحانية، وتقع الكنيسة في منطقة مسطرد بالقاهرة الكبرى، وتُعد من أقدم الكنائس في مصر، ما يجعلها وجهة مهمة للباحثين عن تاريخ المسيحية والتجارب الروحية الفريدة.
تفاصيل كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد
وبحسب موقع «JSTOR» الأمريكي المتخصص في التراث المسيحي، فإنّ أصول كنيسة مسطرد تعود إلى القرن الرابع الميلادي، في فترة مبكرة من تاريخ المسيحية في مصر، ويُعتقد أنّ الكنيسة بنيت في عهد الامبراطور قسطنطين، الذي دعم بناء الكنائس في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وشهدت الكنيسة العديد من التعديلات والإصلاحات على مر العصور، ما يضفي عليها طابعًا تاريخيًا فريدًا.
أهمية كنيسة مسطرد
وتعد كنيسة مسطرد من بين أقدم الكنائس المسيحية في مصر، ما يجعلها موقعًا غنيًا بالتاريخ والتراث، حيث تعكس الكنيسة مراحل متعددة من تطور العمارة المسيحية في مصر، من الطراز البازيليكي إلى القوطي، كما تُعتبر الكنيسة مركزًا مهما للروحانية المسيحية، حيث تحتفظ بعدد من الأيقونات والرموز الدينية التي تعكس الإيمان العميق والتقاليد المسيحية القديمة.
كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد تحفة معمارية
وبحسب الموقع الأمريكي، تتسم الكنيسة بتصميمها المعماري الرائع، حيث تتميز بالقباب والمآذن الرشيقة، والزخارف الحجرية المدهشة، ويمكن للزوار الاستمتاع بالتفاصيل الفنية الجميلة التي تزين جدران الكنيسة، ويتكون المبنى الرئيسي من صحن كبير يحتوي على أعمدة رخامية مزخرفة، وقبب مرتفعة تعكس تأثر الكنيسة بالطراز البيزنطي، كما يتميز التصميم الداخلي بتفاصيل دقيقة تشمل الأيقونات واللوحات الجدارية التي تصور مشاهد دينية.
ويحتوي المذبح على منحوتات وكتابات بالخط القبطي، ويعتبر مكانًا مقدسًا يقدم الرخاء والهدوء للزوار والمصلين، كما تضم الكنيسة مجموعة من الأيقونات القديمة التي تمثل شخصيات مقدسة وأحداثًا دينية مهمة، وتعتبر هذه الأيقونات من أهم كنوز الكنيسة، حيث تعكس الفن القبطي التقليدي، كما تحتوي الكنيسة على مكتبة صغيرة تضم مخطوطات وكتبًا قديمة تعود إلى القرون الوسطى وتوفر المكتبة نافذة على تاريخ الفكر المسيحي والكتابات الدينية في مصر.
ويمكن للزوار زيارة كنيسة العذراء خلال أيام، لكن يُفضل التحقق من أوقات الصلاة والفعاليات الخاصة لتجنب الزحام، كما يُوصى بالانضمام إلى جولة إرشادية للتعرف على التفاصيل التاريخية والمعمارية للكنيسة بشكل أفضل، حيث توفر الجولات معلومات قيمة حول تاريخ الكنيسة وأهمية المعالم المختلفة.
زيارة كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد
وبحسب الموقع، تُعد كنيسة مسطرد الأثرية وجهة مثيرة لكل من يهتم بالتاريخ المسيحي والتراث الثقافي في مصر، من خلال استكشاف جدرانها القديمة وزيارة معالمها التاريخية، حيث يمكنك أن تشعر بعمق الروحانية والهوية الثقافية التي تمتد عبر القرون، كما أنّ زيارة هذه الكنيسة ليست مجرد تجربة ثقافية، بل رحلة روحانية تعيدك إلى جذور المسيحية في مصر وتمنحك فرصة للتأمل في تاريخ طويل من الإيمان والإبداع.
وبحسب وزارة السياحة والآثار المصرية، تحتوي الكنيسة على «المحمى»، وهو مكان استحمام السيد المسيح، أثناء زيارة العائلة المقدسة لها، وهو عبارة عن ينبوع الماء الفائض من العين التي فجرها المسيح في رحلته إلى مصر حيث شرب منها هو والعذراء مريم ونبت في مكان اغتسال المسيح وغسل ملابسه شجرة البلسم.