وصل الذكاء الاصطناعي إلى مستويات غير متوقعة من التطور، حيث أصبح، رغم فوائده العديدة وإسهاماته للبشرية، يشكل تهديدًا خطيرًا جعل العلماء يقارنونه بالقنبلة النووية، بل قال بعضهم إنه يتفوق على القنبلة النووية من حيث الخطورة، لدرجة أنه قد يؤدي إلى انقراض البشر.
يعود ذلك إلى عظمة الاكتشافين وتأثيرهما الكبير في القرنين الماضي والحالي، لذا نستعرض في السطور التالية خمسة أوجه تشابه بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة النووية، وفقًا لموقع «Medium».
ورجح العلماء أن وجه التشابه بين القنبلة النووية والذكاء الاصطناعي، كلا منهما في زمن اكتشافه، إذ استطاعوا خطف أنظار العالم، فتطويرهما كان بمثابة قفزة علمية مذهلة، ما يجعلهما متشابهين في أمر آخر وهو التكلفة، إذ كلف تطوير كلًا منهما مليارات الدولارات.
التنافس العالمي
يمكن أن يكون التنافس الذي افتعله الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية، من الأمور المشتركة بينهما، إذ تتسارع الدول في تطويرهما، وبحسب مقال نُشر عام 2018 من مؤسسة RAND، وهي مؤسسة بحثية غير ربحية للسياسات العالمية: «لقد أدت التطورات المذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى خلق آلات قادرة على التعلم والتفكير، الأمر الذي أدى إلى سباق تسلح جديد بين القوى النووية الكبرى في العالم، ولا ينبغي لنا أن نقلق بشأن الروبوتات القاتلة التي نراها في أفلام هوليوود الضخمة، بل يتعين علينا أن نقلق بشأن الكيفية التي قد تتحدى بها أجهزة الكمبيوتر القواعد الأساسية للردع النووي، وتدفع البشر إلى اتخاذ قرارات مدمرة».
التنظيم المستمر
يحتاج كلًا من الذكاء الاصطناعي والقنابل النووية إلى تنظيم صارم ومستمر، حتى لا يتطور الأمر ويتصاعد، فهناك أكثر من خمس معاهدات لتنظيم استخدام القنبلة النووية، مثل معاهدة حظر الأسلحة النووية، معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، كذلك الذكاء الاصطناعي، يحتاج إلى تنظيم ورقابة، حتى يستطيع البشر السيطرة عليه.
صعوبة التخلص منهما
الذكاء الاصطناعي والقنابل النووية من الاختراعات التي من شبه المستحيل التخلص منهما، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، كرفض كل دولة التخلص من التطور التي وصلت له، أو رغبة الدول في حماية أمنها القومي إذا تعلق الأمر بالقنابل، وصعوبة تفكيك كلًا منهم، فالفكرة في حد ذاتها تعتبر غاية في الصعوبة، فإذا قررت دولة فعل ذلك يصعب إلزام بقية الدول بذلك.
تهديدهما للوجود الإنساني
يشكل كلًا من الذكاء الاصطناعي والقنابل النووية، خطر حقيقي يهدد وجود البشر على الكوكب بطرق مختلفة، فالأول قضى على معظم وظائف البشر، بل وحل مكانهم في العديد من المهن، والثاني يكفي اسمه ليرعب دول العالم، فهو السلاح الأخطر في التاريخ البشري، القادر على محو دول بأكمها من الخريطة.