سنوات عديدة قضاها في محاولة الوصول لمستوى عال من الدقة، يمكنه من مساعدة الذين يحتاجون إلي رؤية ذويهم المفقودين، التي لا تجمع صورا بينهم، من خلال الاستعانة بإحدى تقنيات دمج صور الأشخاص وترميمها، لتبدو كأنها حقيقية.
وبعد عناء في التعلم تمكن محمود زاهر، 28 سنة، من محافظة القاهرة، من تحقيق ما كان يحلم به، بعدما نجح في عمل بورترية لشخص متوفي، لم يكن له صور جماعية ببنته، ليشعر حينها، أنه قد أتم إنجازا كبيرا وحقق حلما طال انتظاره.
نجاح «محمود» في هوايته، دفع كثيرين يطلبون منه، تعديل صور قديمة لأشخاص متوفين منذ عقود، لتغمره السعادة التي تظهر على وجوهم، بمتعة كبيرة وإصرار على المواصلة: «شغال من زمان أوي، بس مكنتش برفعها علي النت، لحد ما فيه حد طلب صورة لوالده في أحد الجروبات الشهيرة، وربنا قدرني وعملتها له، ولقيت رد فعل كويس أوي، ومن هنا بدأت أستخدم الموهبة دي، وأساعد بيها غيري».
مساعدة الآخرين كانت مصدر سعادة وفرح في قلب الشاب العشريني، خاصة عندما يري البسمة على وجوه أبناء حرموا من الآباء، ولم يروا الأجداد: «في الغالب الصورة مابتخدش معايا وقت كبير، بحد أقصى 3 أو 4 ساعات، وبعمل صور متعددة للمشاهير برضه، ودي بحتفظ بيها لنفسي».
تمكن «محمود» من أدواته جعله يفكر في تجميل صور ريا وسكينة، لتبدو وكأنها التقطت في العصر الحالي: «كنت بسمع عنهم كتير، وكنت بترعب منهم، ومكنش في أي صور ليهم، إلا صور متهالكة وقديمة، فاتحديت نفسي إني أقدر أعمل إعاده ترميم، وأطلعها بشكل حديث»، لم تكن المهمة سهلة نهائيا، بل كان الإصرار عنوانها: «صور ريا وسكينة كانت صعبة جدا، وفيها أجزاء مش موجودة، فاستغرقت وقت كبير، اتعملت على أكتر من يوم، بإجمالي 10 ساعات تقريبا».
يحلم «محمود» بأن يواصل إبداعه في معالجة الصور بهذه الدقة، كي يصبح مصدر سعادة للجميع: «نفسي العالم كله يشوف اللي بقدمه وأقدر أساعد غيري وأرسم الفرحة».