تصميم القوارب والسفن البحرية يتم بناء على معايير محددة، إذ يتم تصميمها لتتحمل الظروف الجوية القاسية خلال عمليات الإبحار، وهناك سفن ويخوت يجرى تصميمها على أعلى مستوى من معايير الأمان ورغم ذلك تتعرض لحوادث كثيرة، وهو ما حدث مع يخت أو سفينة عائلة الملياردير البريطاني مايك لينش، المفقود مع آخرين بعدما تعرض اليخت الفاخر الخاص به والمسمى بـ«Bayesian- بايزيان».
تفاصيل سفينة مايك لينش الغارقة
وبحسب شركة نيكولسونز التي كانت تدير اليخت البايزي، لـ«الفاينانشال تايمز»، فإنه يبلغ طوله 56 متراً ويرفع العلم البريطاني، إذ تم تصميم اليخت أو السفينة في عام 2008 وتم تجديده قبل 4 سنوات وفقا لمعايير السلامة العالية وتجهيزها بأنظمة الملاحة والاتصالات الإلكترونية، فضلا عن معدات الطوارئ القياسية مثل سترات النجاة، وكان معروفًا بتصميمه المتطور وديكوراته الداخلية الأنيقة وقدراته الرائعة على الإبحار، إلا أنها واجهت ظروفاً جوية قاسية وغرقت بالقرب من باليرمو.
وقالت الشركة إنّ السفينة مملوكة لعائلة لينش وتحديدا لزوجته أنجيلا باكاريس، التي جرى إنقاذها، وكان على متنها 10 أفراد من الطاقم و12 ضيفًا، تم إنقاذ 15 منهم، ولا يزال لينش وابنته البالغة من العمر 18 عامًا في عداد المفقودين، مؤكدة أن اليخت الضخم والحديث والمجهز تجهيزاً جيداً تعرض للغرق بسبب سوء الأحوال الجوية.
بينما نشرت وكالة رويترز للأنباء عن كارستن بورنر، ربان قارب قريب، قوله إن اليخت الفاخر غرق بسبب الرياح، ونشرت معلومات عن السفينة أو اليخت الفاخر بايزيان، يبلغ ارتفاعه 72 متراً وهو أطول صاري مصنوع من الألومنيوم في العالم.
وبحسب شركة بيريني نافي المصنعة لليخت الفاخر المملوك للملياردير مايك لينش، فإنّ اليخت خضع لعملية صيانة ما يجعله مؤهلا للإبحار في أماكن كثيرة وفي ظروف جوية مختلفة، لكن أحد ضباط خفر السواحل الإيطاليين، لم يذكر اسمه، قال لـ«الفاينانشال تايمز»، إنّه حتى في حالة عدم وجود أشرعة، فإن القارب ذو الصاري الطويل يكون معرضًا لقدر كبير من الانحراف أو مساحة السطح المعرضة للرياح، مما قد يؤدي إلى انقلاب السفينة في عاصفة، مرجحا أن يكون القارب قد انحرف إلى حد كبير بحيث دخل الماء من خلال النوافذ المفتوحة أو الفتحات أو ممرات الصعود، موضحا «طاقم السفينة بايزيان كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ».
معلومات عن سفينة مايك لينش الغارقة
خبير اليخوت المسمي نفسه بـ«eSysman SuperYachts»، قال على قناته على يوتيوب، إن اليخت عالي المستوى مثل Bayesian، يجب أن يكون قادرًا عادة على تحمل ظروف جوية قاسية، لكنه أكد أن هناك دائمًا حدود: «من الواضح أن أي خطة رحلة ستأخذ في الاعتبار الطقس، سيتم دراسة سرعة الرياح، وأحجام الأمواج، وترددات الأمواج، وتحسن التنبؤ الدقيق بالطقس على مر السنين، لكنه لا يزال ليس 100%، وأن القبطان هو المسؤول في النهاية عن السفينة.
خبير اليخوت أوضح أن Bayesian متميزًا بوجود صاري واحد بطول 246 قدمًا، أحد أطول الصوار في العالم مصنوع من الألومنيوم وكان مضاءً في الليل، قبل ساعات قليلة من غرقه، ويصل إيجاره إلى 195 ألف يورو أو ما يقرب من 215,000 دولار في الأسبوع، ما يدل على إنه يخت عال المستوى، لكن ربما تحركت السفينة فلي الوقت الخاطئ، وهو ما رصدته بيانات AIS للموقع المفقود قالت إنها كانت تتحرك.
وبحسب خبير اليخوت، فإن AIS، هو نظام التعريف التلقائي تتبع ساحلي قصير المدى مستخدم في السفن، مؤكدا أن مواصفات اليخت أو السفينة التي صنعتها الشركة الإيطالية Perini Navi، تستوعب 12 راكبًا في 4 كابينات مزدوجة، وهي ثلاثية بجانب جناح الماستر، بالإضافة إلى سكن الطاقم، والسفينة من نوع BAYESIAN (IMO: 9503392) وهي سفينة شراعية تبحر تحت علم المملكة المتحدة، ويبلغ عرضها 11.52 مترًا.
يخت Bayesian مدعومًا بمحركين ديزل MTU 8V 2000 M72 ، ما يوفر سرعة قصوى تبلغ 15 عقدة وسرعة إبحار تبلغ 12 عقدة، وبفضل سعة الوقود الكبيرة التي تبلغ 50 ألف لتر، كان لليخت مدى يصل إلى 3600 ميل بحري، ما يجعله مثاليًا للرحلات الطويلة عبر البحر الأبيض المتوسط وما بعده، ويبلغ سعره 30 مليون جنيه إسترليني.