بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلاميَّة حماس، مساء اليوم الثلاثاء، مقطعًا مصورًا يظهر فيه صورًا لأسرى لديها، يبعثون رسائلهم الأخيرة، قبل مقتلهم جميعًا في غارات لجيش الاحتلال.
وتضمنت اللقطات، عبارات من خطابات سابقة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والتي تعهد فيها بإعادة جميع الأسرى من غزة، لكن الجيش كان يقتلهم بقصف الأماكن المحتجزين فيها.
وظهر عدد من الأسرى، وهم يناشدون في تسجيلات مصورة، بإعادتهم أحياء من غزة، لكن تبين لاحقا، أنهم قتلوا بواسطة غارات لجيش الاحتلال.
ووصفت القسام نتنياهو بـ”الشيطان”، وقالت لجمهور الاحتلال، “يعدهم ويمنهيم”، في إشارة إلى وعوده الكاذبة لأهالي الأسرى. يأتي ذلك تزامنًا مع ما أعلن عنه جيش الاحتلال فق وقت سابق اليوم، العثور في قطاع غزة على جثث ست أسرى خلال عملية نفذها بالاشتراك مع الشاباك، وفي بيان لاحق، قال إنه استكمل العملية مساء الإثنين وعثر خلالها على نفق بعمق نحو عشرة أمتار.
وكشفت صحيفة عبرية، اليوم الثلاثاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ فحص جثث 6 من المحتجزين الذين أعلن استعادتهم من غزة صباح اليوم، للتأكد من احتمال مقتلهم بنيران صديقة من عدمه.
وفي التفاصيل، أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” بأن جيش الاحتلال “لا يزال يحقق في ملابسات وفاة الستة، ويجري فحص ما إذا كانوا قد قُتلوا بنيران الجيش مباشرة أو على يد خاطفيهم”.
وفي تحقيقات أخرى، نقلت “القناة 12” العبرية، عن جيش الاحتلال، قوله إنّ الهجمات التي تمت في شهر آذار/مارس الماضي، بالقرب من النفق الذي تم تخليص منه عدداً من الأسرى، “قد تكون قد أدّت لمقتلهم”.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ التقديرات، تشير إلى أن 5 من أصل 6 جثث للأسرى الذين تم إعادتهم، قُتلوا بنيران “الجيش” الإسرائيلي، أثناء العملية البرية في خان يونس، قبل نحو ستة أشهر.
فيما تحدثت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن أنّ المخطوفين “اختنقوا حتى الموت في النفق بسبب حريق اندلع جراء هجوم للجيش الإسرائيلي”.
وفي السياق، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، اعتقادهم أنّ “مزيداً من الأسرى سيعودون قتلى من قطاع غزة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إنقاذهم قريباً”.
وشدّدت الصحيفة على أنّ معظم المسؤولين الأمنيين، في كيان الاحتلال، “يصرّون على أنّ التوصل إلى اتفاق، هو السبيل الوحيد لإعادة الأسرى الـ105 المتبقين”، الذين تم أسرهم في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
كما كان المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، قد أعلن عدّة مرات، مقتل أسرى الاحتلال بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على أنحاء قطاع غزّة كافة.
وتواصل عائلات الأسرى، بالإضافة إلى المستوطنين، التظاهر في شوارع “تل أبيب”، مطالبين بإتمام صفقة تبادل، ومنتقدين أداء رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ومماطلته في هذا الملف، معرّضاً حياة الأسرى للخطر.
وكانت عائلات المحتجزين الإسرائيليين حمّلت الحكومة الإسرائيلية “التزاماً أخلاقياً إعادة جميع القتلى إلى دفن كريم وإعادة جميع المختطفين الأحياء إلى إعادة تأهيلهم”.
وكتبت العائلات عبر منصة إكس: “لن تكون العودة الفورية لجميع المختطفين البالغ عددهم 109 ممكنة إلا من خلال التوصل إلى اتفاق”.
وتابعت العائلات: “يجب على الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة الوسطاء، أن تفعل كل شيء من أجل التوقيع على الصفقة (تبادل الأسرى مع حماس) المطروحة الآن على الطاولة”.
وكانت حركة “حماس” أعلنت في أكثر من مناسبة في الأشهر الماضية مقتل محتجزين إسرائيليين “بنيران صديقة” في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة.