المملكة تبهر العالم.. تنظيم صحي تاريخي.. في موسم حج استثنائي

عندما نتحدث عن نجاح خطط منظومة الحج التنفيذية الأمنية، فإنه لا يمكن فصل هذا النجاح عن التناغم مع أداء وخطط القطاعات الحيوية المعنية بالحج خصوصا وزارتي الحج والصحة ورئاسة الحرمين والقطاعات الحكومية الأخرى؛ التي تماهت في نشاطاتها التنفيذية لحظة بلحظة، باعتبار أن العمل الجماعي هو العصب الرئيسي والعمود الفقري لمناسك الحج في المشاعر المقدسة والمسجد الحرام.. لقد شهد موسم الحج الحالي نجاحا مميزا وأداء احترافيا للسنة الثانية على التوالي على ضوء الظروف الاستثنائية حيث ساهمت كل الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، الأمر الذي جسد الجهود الحثيثة والرائدة التي تضطلع بها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن في كل عام، إذ بذلت المنظومة الأمنية التي يرأسها الفريق أول ركن خالد بن قرار الحربي جهودا مضنية وعملت ليل نهار، لا تبتغي وراء ذلك غير مرضاة الله وخدمة ضيوف الرحمن، وتمخض ذلك عن نجاح كافة الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية المنفذة خلال حج هذا العام الاستثنائي، فكانت وراء النجاحات الباهرة لكافة أعمال الموسم التي تحققت بفضل من الله وتوفيقه ثم بما وفرته وتوفره القيادة الرشيدة من إمكانات وتسهيلات وتجهيزات للمنظومة الأمنية، مع الوضع في الاعتبار أن رجال الأمن تعودوا على العمل في الظروف الصعبة وأصبحت لديهم تجارب تراكمية في إدارة الحشود، وتعاملوا بشكل احترافي مع تقلبات الأجواء وهطول الأمطار في موسم الحج وأصبحوا متمرسين في العمل في زمن الأوبئة.

والسؤال: كيف نجحت المملكة في تأمين أداء مناسك الحج في هذه الظروف الاستثنائية بأمن وأمان وصحة وسلامة؟! سؤال تكمن إجابته في الجاهزية الدقيقة والروح العالية والتكامل في منظومة الأمن وباقي القطاعات، والأداء المهني والعزيمة والإصرار والتفاني في خدمة الدين والمليك والوطن أولا، ثم خدمة ضيوف الرحمن في زمان محدد ومكان محدد، وفق خطة محكمة ومدروسة هدفها وشعارها خدمة الحجاج في زمن الجائحة.. وبإذن الله تنتهي منظومة عمل موسم الحج خلال الـ٢٤ ساعة القادمة بنجاح باهر رغم الظروف الاستثنائية جراء جائحة فايروس «كورونا».

التجربة الجديدة أثارت إشادات واسعة، وحتما ستترك بصماتها على تنظيم الحج في المواسم القادمة، خصوصا أنه لم يتم تسجيل أية إصابة بـ«كورونا» بين الحجاج، حيث تُعلن ختام هذه الرحلة الإيمانية، وما يجسّده ذلك من نجاح مستديم لجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.

إنه تنظيم تاريخي في موسم استثنائي..

لقد أبهرت المملكة العالم في زمن الجائحة للسنة الثانية على التوالي.