تصدر اسم جهاز بايجرز PAGERS، عناوين الصحف العالمية بعد انفجار مئات الأجهزة منه، في عناصر حزب الله اللبناني، إذ يعرف الجهاز “اتصال أو جهاز نداء، ووصفه حزب الله في بيانه بجهاز “تلقي الرسائل”، وهو جهاز اتصالات لاسلكي يستقبل ويعرض رسائل أبجدية أو صوتية”
والبيجر، هو جهاز استقبال لاسلكي صغير يعمل بالبطارية، وعند تلقي الإشارة، فإنه يطلق تنبيهًا، إما مسموعًا أو اهتزازيًا، ويعرض رسالة رقمية مثل رقم الهاتف أو رسالة نصية إذا كان جهاز النداء قادرًا على التعامل مع الحروف الأبجدية الرقمية.
كانت ذروة استخدام أجهزة “البيجر” في العالم، خلال الثمانينات وحتى التسعينات، رغم أن تاريخه يعود إلى أكثر من 50 عامًا سابقة، ولكن تراجع استخدام في العالم، مع بداية الألفية الجديدة، إذ حضرت الهواتف المحمولة، التي صارت أكثر عملية، وأرخص ثمنًا، وأكثر انتشارًا، ومع ذلك لم يتوقف استخدام الجهاز، سواء في المؤسسات الطبية أو غيرها.
وتنقسم أجهزة “البيجر”، إلى عدة أصناف، منها أجهزة أحادية الاتجاه، وهي أبسط أجهزة النداء وأقلها تكلفة. فهي لا تستطيع سوى استقبال وعرض الأرقام التي يُتَّصَل بها. وبعضها يستطيع قراءة رسالة نصية، تصل إلى 200 حرف ومسافة.
أمّا الصنف الآخر منها، فهو أجهزة النداء ثنائية الاتجاه، وهي تقوم بالمهمة الأولى، أي الاستقبال، ولكن يمكنها أيضًا الرد على الرسائل.
صعود وهبوط.. تاريخ موجز لـ”البيجر”
على مدار 100 عام كانت أجهزة الاتصال “البيجر” حاضرة في الاستخدام، رغم أن ذروة حضورها في الوظائف والمجال العام، كانت متأخرة إلى حد ما.
1921 – استخدمت شرطة ديترويت لأول مرة نظامًا يشبه جهاز البيجر مع سيارات الشرطة.
1949- آل غروس يحصل على براءة اختراع لما كان يسمى آنذاك جهاز النداء الهاتفي.
1950 – أصبح هذا النظام ذا أهمية في قطاع الرعاية الصحية حيث بدأ المستشفى اليهودي في مدينة نيويورك في استخدامه.
1959 – أطلقت شركة موتورولا اسم “جهاز النداء” على هذا الجهاز. وخلال السبعينيات، أضاف المطورون أجهزة النداء الصوتية والنغمية. وهي الأجهزة التي تتيح للمستخدمين إرسال واستقبال الرسائل الصوتية.
1980 – زاد عدد مستخدمي أجهزة النداء بشكل ملحوظ بحلول ثمانينات القرن العشرين.
1994 – أصبحت أجهزة النداء ذات أهمية في الاتصالات الشخصية لأنظمة الرسائل الفورية. وكان الناس يرسلون عبرها الرسائل النصية القصيرة في ذلك الوقت.
2001 – توقفت موتورولا في نهاية المطاف عن إنتاج أجهزة النداء في عام 2001؛ بسبب انخفاض عدد المستخدمين مع انتشار الهواتف المحمولة.
كيف يعمل جهاز البيجر؟
تعمل جميع أجهزة البيجر بنفس الطريقة، عن طريق استقبال الإشارات اللاسلكية. إذ يجب أن يكون لديه رقم رمز شخصي (مشابه لرقم الهاتف) لتلقي الرسائل. ويجب على الشخص الذي يريد الاتصال إدخال هذا الرقم مع رسالته.
وتبث أجهزة “البيجر” الإشارات عبر تردد معين. وتستمع أجهزة البيجر الموجودة ضمن النطاق إلى الإشارة.
ويحتوي كل جهاز بيجر على رمز بروتوكول الوصول إلى القناة، وهو عنوان تعريف فريد. عندما يسمع جهاز النداء رمز بروتوكول الوصول إلى القناة، فإنه يتلقى الرسالة. واعتمادًا على نوع جهاز النداء، يقوم جهاز النداء بإظهار بصوت صفير أو اهتزاز.
من يستخدم جهاز البيجر حتى اليوم؟
رغم الإعلان عن موت جهاز “البيجر” في عام 1999، إلّا أن الجهاز ما زال مستخدمًا في عدة قطاعات، وفاعلًا في عدة دول.
ويستخدم بالأساس من قبل أجهزة الخدمة العامة في الدول، وفرق الطوارئ والإنقاذ وعناصر فرق الإطفاء، والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
ولم يكن شائعًا استخدام جهاز البيجر في الحروب، وبينما استخدم بشكلٍ كبير في الولايات المتحدة، إلّا أنّه لم يكن حاضرًا إلى حد بعيد، إلّا خلال ثمانينات القرن العشرين.
وبحسب جنود في الجيش الأميركي، فإن جهاز “البيجر” لم يستخدم في حرب فيتنام، وفي الحروب اللاحقة، كانت أجهزة الاتصال اللا سلكي، أكثر تقدمًا وانتشارًا.
بينما تحدثت مصادر، عن استخدام الجيش الأوكراني، أجهزة البيجر للاتصال والتواصل، ضمن الحرب مع روسيا.