شاحب الوجه ومرتجف.. هكذا خرج الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت من الهرم الأكبر «هرم خوفو» بعدما أمضى ساعات بمفرده في حجرة الملك، ولم يكشف أبدًا عن السبب الذي أزعجه، لكن يُفترض أن هذه الحادثة غيرت حياته، خلال عام 1798 مع أكثر من 30 ألف جندي فرنسي يهدفون إلى التحرك نحو سوريا.
وحسبما ذكرت «Encyclopædia Britannica»، والتي تعرف باسم الموسوعة البريطانية المحدودة، أنّه سواء كانت القصة حقيقية أم لا، فهي تشهد بتأكيد قوة الهرم الأكبر في إثارة خيال نابليون بونابرت، وكذلك خيال كل من يسمع القصة.
هرم خوفو.. الأقدم والأطول بين الأهرامات الثلاثة
وبحسب الموسوعة البريطانية، فإنّ الهرم الأكبر، أو هرم خوفو، هو الأقدم والأطول بين الأهرامات الثلاثة في الجيزة، حيث بُني الهرم في الفترة ما بين 2551 و2528 قبل الميلاد، وكان ارتفاعه في الأصل 481.4 قدمًا (147 مترًا)، أو نحو 45 طابقًا، حجمه الهائل يجعله أعجوبة تستحق المشاهدة، لكن الهرم الأكبر وجيرانه، هرمي خفرع ومنقرع، عبارة عن كتل صلبة من الحجر في الغالب و2.3 مليون كتلة من الحجر الجيري المقطوع.
وعلى وجه التحديد، وهو العدد التقريبي الذي يتكون منه الهرم الأكبر، وكان من المفترض أن يكون لكل من الأهرامات الثلاثة في الأصل غلاف خارجي من الحجر الجيري الأخف وزنا، كما هو الحال في غطاء هرم خفرع.
أهرامات الجيزة.. مقابر ملكية
تعتبر أهرامات الجيزة، مقابر ملكية ومكان راحة أخير للفراعنة أو الملوك، وكانت غالبًا جزءًا من مجمع جنائزي واسع النطاق يضم مواقع دفن الملكات ومعابد جنائزية لتقديم القرابين اليومية، إذ كان مكان الراحة الأخير للفرعون عادة داخل غرفة دفن أسفل الهرم، وعلى الرغم من أن الهرم الأكبر يحتوي على غرف تحت الأرض، إلا أنها لم تكتمل أبدًا، ويقع تابوت خوفو في غرفة الملك.
وبما أنه لا يوجد الكثير ما يمكن رؤيته داخل الهرم الأكبر، أو أي من الأهرامات الأخرى بالقرب من الجيزة، فلا يمكننا إلا أن نتخيل ما كان من الممكن أن يربك نابليون تمامًا كما لا يمكننا إلا أن نتخيل أسرار أخرى للأهرامات تتمثل في الكنوز الملكية التي ربما كانت مخبأة ذات يوم، والمنظر الرائع الذي لا بد وأنها كانت عليه عندما اكتمل بناؤها لأول مرة، والجهد المنضبط الذي استغرقه بناؤها، بحسب الموسوعة، كما أن الهرم من بين الأهرامات التي يزوروها ملايين السياح بشكل سنوي، إذ أنها تعتبر من عجائب الدنيا السبع.