أسفرت تفجيرات في مبنى مفخخ في رفح عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة خمسة آخرين. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قامت حماس بتفخيخ أحياء بأكملها، حيث تم تجهيز آلاف المباني لاستهداف القوات الإسرائيلية، مما يعكس تطور تكتيكاتها إلى مستوى جديد.
مع تصاعد المواجهات في رفح، تواجه القوات الإسرائيلية تحديات غير مسبوقة من خلال تحول أحياء كاملة إلى مناطق مفخخة. التفجير الذي استهدف مبنى وأسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة خمسة آخرين، الثلاثاء، يكشف عن درجة جديدة من تعقيد عمليات حماس ويعكس تطور تكتيكاتها إلى مستوى جديد.
وفي هذا السياق، تتزايد المخاوف لدى جيش الاحتلال بشأن سلامة قواته، إذ يشير إلى أنه تم تجهيز آلاف المباني كمصائد لجنوده؛ خصوصا أن العملية الأخيرة التي أدت إلى مقتل الجنود جاءت بعد أسبوع من إعلانه عن تفكيك لواء حماس في رفح، فيما لا تزال خلايا الحركة تعمل في الميدان.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الحادث “يعتبر تذكيرًا بأن القتال (في غزة) سيستمر حتى بعد تفكيك الأطر المنظمة لحماس، مع استمرار الخلايا المسلحة في تنفيذ تكتيكات حرب العصابات وتفخيخ المباني والأنفاق وإطلاق قذائف RPG، ومحاولة تنفيذ عمليات إضافية”.
وفي الأسبوع الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن القضاء على لواء حماس رفح، وخاصة كتيبة تل السلطان، حيث وقع انفجار المبنى. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن المبنى الذي انفجر في رفح “يعد واحدًا من آلاف المباني التي قامت حركة حماس بتفخيخها في المدينة”.
ويشير الجيش الإسرائيلي إلى أن التهديدات المتمثلة في المباني المفخخة، التي أودت بحياة العديد من الجنود منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في إطار الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تطورت في رفح إلى ما يُسمى بـ”أحياء مفخخة”.
ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن حماس باتت تعمد إلى تفخيخ مجموعات من 30 إلى 40 مبنى معًا؛ وتستخدم الحركة كاميرات صغيرة مثبتة في هذه المباني لرصد دخول القوات الإسرائيلية، مما يسمح بتفجير العبوات عن بُعد فور دخولها.
ونقلت الإذاعة عن قيادة الفرقة 162، التي تقاتل ضد لواء رفح التابع لحماس منذ أكثر من أربعة أشهر، أنه تم تدمير 14,000 مبنى مفخخ تم تجهيزها في رفح فقط لاستهداف القوات الإسرائيلية. وعلى مستوى قطاع غزة بأكمله، تم تدمير أكثر من 96,500 مجمعات مفخخة.
واعترف الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي بمقتل الجنود الأربعة، وبينهم نائب قائد سرية، وقال إنهم قتلوا نتيجة تفجير عبوة ناسفة في مبنى بتل السلطان في رفح.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك مجندة من بين قتلى الجيش في رفح، وهي مسعفة في “الكتيبة 52” وأول مجندة يعلن عن مقتلها منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن هناك أيضا 5 جنود مصابين بينهم 3 بجروح خطرة أحدهم ضابط في حادث مقتل الجنود الأربعة جنوبي القطاع.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة ضابط بجروح خطرة في حادث آخر، وذلك جراء إطلاق قديفة “آر بي جي” على ناقلة جند في مخيم الشابورة برفح.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت بأنها أوقعت قوة من الجيش الاسرائيلي في كمين محكم وقتلت وأصابت جميع أفراد القوة في رفح في وقت سابق.
وفي آخر حصيلة، أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد قتلاه إلى 714 ضابطا وجنديا منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومقتل 343 منذ بدء العملية البرية في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي.
وبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، أصيب 4448 جنديا منذ بداية العدوان على غزة، منهم 2655 إصابة طفيفة و1124إصابة متوسطة و669 إصابة خطيرة.