تخيل أن يأتي يوم تجري فيه مكالمة فيديو مع صديق، لا يمكنك خلالها رؤية وجهه وسماع صوته فقط، بل يمكنك أيضًا شم رائحة المكان الذي فيه أثناء المكالمة، يبدو الأمر وكأنه شيء من فيلم خيال علمي، لكن هل تنقل الهواتف الصوت والصورة والرائحة أثناء الاتصال؟
هل تنقل الهواتف الصوت والصورة والرائحة أثناء الاتصال؟
وفقاً لما ذكرته مجلة «Discover» العلمية الأمريكية، فإنّ الروائح تتكون من جزيئات صغيرة تطفو في الهواء وتصل إلى أنفك، حيث يرسل أنفك إشارات إلى دماغك، الذي يحدد جمال أو قبح الرائحة، فعندما تستمع إلى الموسيقى أو تتحدث إلى شخص ما على هاتفك، يمكنك سماع الصوت من خلال مكبرات الصوت، حيث تعمل هذه السماعات على تحويل الإشارات الرقمية إلى إشارات مادية الاهتزازات باستخدام مكون صغير يسمى «الحجاب الحاجز» حيث تستشعر أذنيك هذه الاهتزازات على شكل موجات صوتية.
والسؤال هنا، هل يستطيع هاتفك أن يرسل إليك جزيئات الرائحة هذه؟ وبحسب المجلة فإن العلماء يعملون على تطوير تقنية الروائح الرقمية التي تستخدم عددًا صغيرًا من العيدان المختلفة، كل منها تحتوي على رائحة معينة، كما تمزج وحدات البكسل 3 لإنشاء الصور، يمكن أن تختلط هذه العيدان العطرية لإنشاء روائح مختلفة.
الروائح.. باستخدام أكواد رقمية
وبحسب المجلة فإنّ الصور الموجودة على هاتفك تتكون من أكواد رقمية تمثل مجموعات من وحدات البكسل، فإنّ الروائح التي ينتجها الهاتف المستقبلي يمكن أن يتم إنشاؤها باستخدام أكواد رقمية، ويمكن أن يكون لكل رائحة وصفة محددة تتكون من كميات مختلفة من المكونات الموجودة في العيدان.
عندما تتلقى رمز رائحة رقميًا، يمكن لهاتفك أن يمزج كميات صغيرة من الروائح المختلفة من العيدان لإنشاء الرائحة المرغوبة، ثم يتم إطلاق هذا المزيج من خلال فتحة صغيرة في الهاتف، ما يسمح لك بشمها، وباستخدام عدد قليل من العيدان، يمكن لهاتفك أن يخلق مجموعة كبيرة ومتنوعة من الروائح.
التحديات التي تواجه صناعة الهواتف ذات الرائحة
إن إنشاء هاتف قادر على إنتاج الروائح ينطوي على العديد من التحديات، أحد هذه التحديات هو تصميم نظام قادر على إنتاج آلاف الروائح المختلفة باستخدام عدد قليل من عيدان الرائحة، والتحدي الآخر هو كيفية التحكم في مدى قوة الرائحة ومدة انبعاثها من الهاتف، كما ستحتاج الهواتف أيضًا إلى استشعار الروائح القريبة منها وتحويلها إلى أكواد رقمية حتى تتمكن هواتف أصدقائك من إرسال الروائح إليك.
كما يجب أن تكون المواد الكيميائية الموجودة في العيدان أو ما يسمى بـ«خراطيش الرائحة» آمنة للتنفس، وهذه العقبات تجعل من هذا المجال مجالاً بحثياً صعباً ولكنه مثير للاهتمام.
مستقبل كريه الرائحة
على الرغم من أننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، فإنّ العلماء والمهندسين يعملون بجد لجعل الهواتف التي تشم الروائح حقيقة واقعة، ربما ستتمكن ذات يوم ليس فقط من رؤية وسماع حفلة عيد ميلاد صديقك عبر الهاتف، بل وأيضًا من شم رائحة الكيك التي يأكلها!