رغم التطور التكنولوجي خلال السنوات الماضية، فإن الكثير يتساءل هل يستطيع الإنترنت إنقاذ أرشيف التاريخ الرقمي؟، خاصة بعد وجود دراسات تشير إلى حذف أرشيف عشرات المنصات الرقمية في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، بحسب شبكة «BBC» البريطانية.
هل يستطيع الإنترنت إنقاذ أرشيف التاريخ الرقمي؟
الأبحاث تشير إلى أن ما يقارب 25% من صفحات الويب المنشورة بين «2013 – 2023» قد فُقدت بالفعل، بالإضافة لقلة الجهود المبذولة من المؤسسات عالميًا لتدوين الأحداث العالمية بشكل ملموس مقارنة بالمنصات الرقمية، مما يثير القلق حول فقدان تاريخنا الرقمي، وكيفية استطاعت دراسة أحوالنا في المستقبل دون وجود أرث ودلائل كافية، برغم ذلك يحتوي أرشيف الإنترنت على ما يقارب 860 مليار صفحة ويب، و10 ملايين فيديو لبرامج تليفزيونية وأعمال سينيمائية، و44 مليون كتاب رقمي، وغيرها من الأرقام التي تجعل الأرشيف والقليل من المؤسسات حول العالم هي من تقف في مواجهة «النسيان الرقمي» كما ذكره الموقع.
أرشيف الإنترنت والحفاظ على البيانات
مارك جراهام مدير مبادرة للأرشفة الرقمية، يرى أن الشركات تعمل على صنع المحتوى وتضع حوافز للتشجيع على النشر، لكن قلما يوجد شركة تعمل على تشجيع الحفاظ على المحتوى وبقاءه بشكل دائم ومراعاة الأجيال القادمة ودراستهم لمن عاشوا في القرن الواحد والعشرين.
على الرغم من محاولات أرشيف الإنترنت الحفاظ على هذه البيانات، إلا أنه وغيره من المنظمات المهتمة بالحفاظ على التاريخ الرقمي تواجههم العديد من المشاكل، من بينها المشكلات المالية، والمعارك القانونية مع الشركات الرافضة لنسخ محتواها من أي جهه أخرى مما يعرض هذه المنظمات لخطر الزوال ليعزز من مخاطر الفجوة التاريخية وضياع المحتوى الرقمي بشكل أكبر بحسب «جراهام».
الأزمة تتزايد
الشركة القائمة على البحث وجدت أيضًا أن ما يقارب 8% من صفحات الويب التي أنشئت في بداية عام 2023، قد حُذفت واختفت بحلول أكتوبر من نفس العام، أثبتت الشركة أيضًا وفقا لما ذكره الموقع أن المواقع الإلكترونية لأكبر 5 حكومات عالميًا بها رابط واحد معطل على الأثقل، كذلك روابط موقع كـ ويكيبيديا، أكثر من نصف المقالات بها رابط على الأقل لا يعمل، مما يعزز من مخاطر فقدان المزيد من هذه المواقع مع الوقت ويثير قلق حول فكرة التاريخ والهوية الرقمية.