بعد انتهاء موسم عيد الأضحي المبارك، يبدأ التجار في التجهيز لاستقبال كميات كبيرة من الجلود التي يتم استخدامها في تصنيع بعض الأحذية والمنتجات الجلدية، حيث يتم الاعتماد على جلود اضاحي العيد لمدة 6 أشهر كاملة، قبل أن يتم التفكير في شراء جلود مرة أخرى، وهو الأمر الذي يجعل من عيد الأضحي موسما هاما للعاملين في مجال صناعة الجلود، وذلك لأنه يضمن لهم الاكتفاء عن الشراء بأسعار مرتفعة، نظرا لأن أسعار الجلود في العيد تكون منخفضة بشكل كبير لزيادة المعروض، وهنا يكون هامش الربح مرتفعا نوعا ما.
منذ سنوات عديدة يعمل أحمد حسين سنابل، في مجال دباغة الجلود، بمدينة الروبيكي، ويعرف جيدا أهمية عيد الأضحي في توفير الجلود ذات الجودة العالية، والتي يمكن تشكيلها بعد أن تدخل مرحلة التمليح باستخدام محلول ملحي بهدف الحفاظ عليها قبل بيعها لأصحاب المدابع: «الجلود السنة دي كتيرة والأسعار رخيصة وفيه جلود اترمت لأن المعروض كتير جدا عكس كل سنة وده سبب انخفاض الأسعار».
منذ أن غادر «أحمد» منطقة مدابغ مجري العيون بمحافظة القاهرة واستقر به الحال داخل مدينة الروبيكي لصناعة الجلود، وهو يحرص علي تجهيز الجلود بشكل جيد حتى يحافظ على شعار المدبغة الخاصة بالأسرة: «الجلود دي بتتجمع وبتيجي وهي متملحة من تجار جملة أو جمعيات بيجمعوها من المواطنين وتدخل مرحلة التمليح عندهم، وبتفضل الجلود محتفظة بكل الخواص لحد شهر كامل من بعد التمليح، وبعد كده ينقلوا الكمية كلها عندنا هنا في الروبيكي وتبدأ أهم مراحل تجهيز الجلود».
مراحل دباغة الجلود
بعد أن تصل الجلود إلى المدبغة يبدأ العمل على تجهيزها وتنظيفها جيدا تمهيدا لإدخالها 3 مراحل كي تصل في نهاية الأمر إلي الشكل المتعارف عليه: «الجلود دي بتدخل فى صناعة نعل الحذاء والسجاد والشنط والكراسى والمخدات ويتم تصنيع الجلود الملساء غالبا من الطبقة الداخلية لفرو البقر بعد كشطها وتنظيفها بشكل كويس».
ثلاثة مراحل تمر بها الجلود حتى تصل إلى مرحلة الاستخدام والتسويق، حيث تبدأ تلك المراحل بدخول سيارات النقل بعد تجميعها إلى المدابغ، لتأتي بعد ذلك مرحلة غسل الجلود بشكل جيد وإزالة الشعر بواسطة مواد كيميائية: «بعد كده فيه مرحلة التحنيط ودي بتدي حماية لمدة 10 أيام، وبعد كده بيدخل الجلد على ماكينات الحلاقة، علشان تتشال طبقة معينة منه بمعيار محدد واللي بيخرج من المرحلة دي بيدخل في صناعة الغراء»
تأتي مرحلة الكروم وبها يتم تحويل الجلود من إلى مادة معدنية قبل أن يدخل الجلد في مرحلة العصارة بهدف تجفيفه وتنشيفه، لتأتي بعدها مرحلة التلوين بحسب سعد إبراهيم عبدالمقصود، صاحب مدبغة بمنطقة الروبيكي، والذي يؤكد أن مرحلة الكروم هي من بين المراحل الهامة وذلك لأنها تمثل الواجهة التي تعطي للجلود قيمة عندما تدخل في مرحلة إضافة اللون عليها: «مرحلة الصباغة ودي يتم فيها تحديد مواصفات الجلد على حسب المنتج، وبعدها الجلود بتتعلق علشان تتجفف وتتعالج وآخر مرحلة هي الفرز».