لم يظهر إلا في العصر الحديث
أبان، الدكتور يحيى العبداللطيف، أن الشعر الوطني، لم يظهر إلا في العصر الحديث، موضحًا أن هناك فارقًا بين الوطن والوطنية في الشعر الذي يعني بالوطن، إذ أن الوطن في الشعر التأسيس للمفهوم العام للوطن، والانتماء إليه، والوطنية في الشعر هو التعبير عن الانتماء الخاص لوطن الشاعر، والتغني بمعالمه ورموزه، وإعلان الموقف من الأحداث التي يمر بها، لافتًا إلى أن كيفية تشكل الشعر الوطني تمثل في التحام شعر المدح للحكام، وشعر وصف المدن، وشعر الأحداث الكبرى، وأفرز شعرًا وطنيًا يجد الشاعر نفسه منساقًا للتعبير عن حب الوطن، لا سيما أن الصحافة المحلية لكل بلد تدعم الخطاب الوطني الخاص، وفي معرض رده على استفسار: هل يعد شعر وصف المدن من الشعر الوطني؟، أوضح، إذا كان وصفًا مقتصرًا على الوصف، لا يعد، لكن إذا وظف هذا الوصف منطلقًا للدخول لمفهوم الوطنية، فيمكن عده شعرًا وطنيًا.
حقبة العصرنة
بدوره، أوضح الروائي والناقد السعودي، كاظم الخليفة في ورقته النقدية، التي حملت عنوان: «التجارب السردية السعودي في تمثيل الوطن واستظهار حبه»، أن الأسلوب السردي في القصص القصيرة عند تناوله لموضوع الوطن، يتم إبراز التحولات الجذرية في حياة الإنسان السعودي الحديث، وحقبة دخوله في العصرنة، والحداثة بفعل خطط التنمية والإنجازات الكبرى المتحققة، وهو لون من الامتنان والشعور بالعرفان، وكذلك خطوة في استشراف المستقبل، ويكون القاص قد حكى قصة مجتمع بأسره؛ لأن القصة لا تكتفي بسرد مغامرات أفراد فحسب، إنما سرد المجموع الذي ندعوه «مجتمعًا»، وهو لا يتألف من أناس، بل من كل ما هو مادي وثقافي.
تقنية التجريد
أضاف الخليفة، أن السرد، وخصوصًا في جنس القصة القصيرة، وعند تناوله لموضوع الوطن، يفضل أن يختار في الغالب بين 3 طرق عند استعراضه، لعواطفه: الوطن مختزلًا في مكان، أو الوطن من خلال أحد رموزه وشعاراته المادية، والثالث عندما يوظف القاص تقنية «التجريد» ليتناوله من زاوية الوجدان، وفي جميع طرق التناول للموضوع الوطني، نجد أن السرد يتعدد بتعدد أساليبه، ويستعير من الشعر بعض أدواته مثل الكتابة والمجاز، وأحيانًا الاستعارة، ليخلق من ذلك صورًا شعرية يتقارب فيها مع جنس القصيدة بصيغتها النثرية. يذكر أن الندوة أقيمت لسفراء جمعية الأدب المهنية في الأحساء في دار نورة الموسى للثقافة والفنون المبدعة.