تشير الإحصاءات، إلى أن متوسط العمر الذي يحصل فيه الطفل في الولايات المتحدة على هاتفه الأول هو 11.6 عام، مع زيادة ملحوظة في ملكية الهواتف بين الأطفال من 7 إلى 12.5 عام. حتى الأطفال الذين لا يمتلكون هواتف خاصة بهم يستخدمون أجهزة مثل الأجهزة اللوحية المملوكة لآبائهم. ومع ذلك، يثير هذا الاتجاه مخاوف كبيرة بين الآباء والخبراء. وكشف تقرير حديث صادر عن Ofcom، أن 90% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ثلاث إلى أربع سنوات يستخدمون الإنترنت، و84% منهم يشاهدون مقاطع الفيديو على يوتيوب. وقد أعربت أماندا سبيلمان، المفتشة الرئيسية في Ofsted، عن قلقها من وصول الأطفال الأصغر سناً إلى الإنترنت بشكل غير محدود، مشيرة إلى صعوبة إدارة هذه الحالة.
وتعتبر المخاطر المرتبطة بإعطاء الهواتف الذكية للأطفال في سن مبكرة قضية حساسة، وفقاً لأستاذة الصحة العامة الدكتورة ليان أزيفيدو، ويمكن أن يعيق استخدام الهواتف الذكية نمو الأطفال، إذ يستبدلون اللعب التقليدي بالتفاعل مع الأجهزة، هذا الاستبدال قد يؤثر سلباً على تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية، إضافة إلى المهارات الحركية.
وتشير الأبحاث إلى أن السن السادسة قد تكون نقطة حرجة لنمو الطفولة، إذ يتعلم الأطفال المهارات الحركية والشخصية بشكل أفضل من خلال التفاعل المباشر، وتوصي الجمعية الكندية لطب الأطفال بعدم استخدام الأطفال دون سن الثانية للشاشات، وأن يقل وقت استخدام الشاشات للأطفال دون سن الخامسة عن ساعة واحدة يومياً.
وبناءً على هذه المعطيات، يبدو أن تأجيل منح الأطفال الهواتف الذكية حتى سن أكبر قد يكون الخيار الأفضل لضمان نموهم الصحي وتطورهم الاجتماعي.