بينما كان الجميع يحتفلون، الأربعاء الماضي، بثاني أيام عيد الأضحى المبارك، حيث الكل في إجازة، كان محمد محمود، 27 عامًا، يعمل حلاقا، يحمل عدة «الحلاقة» التي يستخدمها في عمله، متجها لزيارة ابن عمه بمستشفى جامعة طنطا، بمحافظة الغربية، حيث يعالج فيه بعد تعرضه لحادث أدى إلى حجزه في المستشفى لعدة أيام، ملبيا دعوته بقص شهره، بعد أن طال وأصبح من الضروري قصه.
وبعد أن أنهى الحلاق مهمته مع قريبه، نظر حوله فوجد كثير من النزلاء يحتاجون إلى حلاقة شعرهم، بسبب طول المدة التي قضوها بالمستشفى، حيث يعاني أغلبهم من كسور، أجبرتهم على البقاء بالمستشفى فترة طويلة، فمنهم من كان شعره يسقط على وجهه ويغطي عينيه، ليقرر «محمد» التطوع بالحلاقة لهم مجانًا، طمعا في نيل الثواب.
«محمد» حلق لـ6 أشخاص من المرضى
ويحكي «محمد» لـ«»، أنه يعمل في مهنة «الحلاقة» منذ 15 عامًا، فهو تعلمها منذ صغره وأبدع فيها، ولديه محل في قرية «شبراملس»، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، والقصة بدأت بطلب ابن عمه، أن يذهب إليه في المستشفى ليحلق شعر رأسه، وعندما انتهى منه، توالت عليه الطلبات بحلاقة شعر رأسه، مضيفًا: «الناس كلها بقالهم فترة في المستشفى، وشعرهم طويل جدًا وبيضايقهم، لما طلبوا مني أحلقلهم ماتأخرتش وحلقت لـ6 أشخاص منهم، بس الوقت تأخر وماقدرتش أحلق للباقي».
زملاء «محمد» يعرضون تطوير الفكرة
ونشر «محمد»، تجربته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مسرورًا بما فعله، ليتواصل معه زملائه من «الحلاقين»، فرحين بالفكرة، وطلبوا منه أن ينفذها مرة أخرى لكن بمشاركتهم، كما عرض عليه أحد زملائه النزول إلى الشارع والبحث عن المشردين، للحلاقة لهم أيضا.
ويختم محمد حديثه بقوله: «كنت مبسوط جدا بالثواب اللي بعمله، وزمايلي كلموني عشان نطور الفكرة ونعمل فكرة حلاقة المشردين في الشارع، لأن أغلبهم بيكون وجهه كله شعر ومش واضح خالص».