أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن أجزاء من منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية المتقدمة “ثاد” بدأت بالوصول إلى إسرائيل منذ يوم أمس، الإثنين، وستكون جاهزة للتشغيل الكامل ولتنفيذ مهام عملياتية “قريبًا. وأوضح الناطق باسم البنتاغون، بات رايدر، أن المزيد من الجنود الأميركيين وأجزاء من بطارية “ثاد” ستصل خلال الأيام المقبلة إلى إسرائيل لدعم العمليات الدفاعية.
وشدد الناطق باسم البنتاغون على أن “البطارية ستعمل بكامل طاقتها في المستقبل القريب، ولكن لأسباب أمنية لن نناقش الجداول الزمنية لذلك”، وأوضح أن أجزاء المنظومة الدفاعية بدأت تصل مع عدد من الجنود لتشغيلها، وتُعد هذه المرة الأولى منذ حرب الخليج التي يتم فيها نشر جنود أميركيين في إسرائيل للمشاركة بشكل نشط في العمليات العسكرية.
ويشكل هذا التحرك تجاوزا للسياسة التي أرساها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والتي تقوم على مبدأ أن “إسرائيل تدافع عن نفسها بنفسها”. ويُعتقد أن نشر هذه المنظومة الأميركية قد يكون إشارة إلى استنفاد مخزون إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية التي يستخدمها سلاح الجو في الدفاع ضد الهجمات الصاروخية.
وأفاد موقع “واللا” الإسرائيلي أن المسؤولين في وزارة الأمن الإسرائيلية قدموا طلبًا رسميًا إلى الولايات المتحدة للحصول على مساعدات دفاعية وهجومية، ضمن خطط إسرائيلية لمهاجمة أهداف في إيران. ووفقًا للتقرير، وافقت الولايات المتحدة على تقديم الدعم الدفاعي فقط في هذه المرحلة.
من جهة أخرى، أجرى رئيس الحكومة، نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي، اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، لمناقشة الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران، وهي أول محادثة بينهما منذ نحو شهرين، في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة. تأتي ذلك فيما تستعد إسرائيل لتنفيذ هجوم على إيران ردا على الهجوم الصاروخي، ما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان – ريشيت بيت”، في وقت سابق اليوم، أن نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، ووزراء آخرون توصلوا خلال مشاورات أمنية، أمس، إلى “توافق كامل” حول طبيعة الهجوم الإسرائيلي ضد إيران وتوقيته المتوقع وشدته.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، نقلا عن مسؤولين مطلعيْن أن نتنياهو أبلغ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأن إسرائيل مستعدة لمهاجمة أهداف عسكرية إيرانية وليس نووية أو نفطية، لضمان الحصول على دعم كامل من واشنطن للهجوم الإسرائيلي المتوقع على إيران.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن الهجوم الإسرائيلي على إيران “سيتم تنفيذه قبل الانتخابات الأميركية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل”، فيما ذكرت مصادر في البيت الأبيض أن واشنطن تعتقد أن إسرائيل قلصت نطاق أهداف ردها المحتمل على هجوم إيران ليقتصر على أهداف عسكرية وبنية تحتية للطاقة.
وقال مسؤول أميركي مطلع للصحيفة إن نتنياهو بدا “أكثر اعتدالا” من السابق خلال محادثته الهاتفية مع بايدن، يوم الأربعاء الماضي، وأن ذلك جاء في أعقاب استعداد بايدن على إرسال منظومة دفاع جوي متطورة إلى إسرائيل.
وتعهد نتنياهو لبايدن بألا يؤثر هجوم إسرائيل على انتخابات الرئاسة الأميركية.
وجاء في تعقيب مكتب نتنياهو على تقرير الصحيفة أنه “نستمع لآراء الإدارة الأميركية، لكن سنتخذ قراراتنا النهائية بالاستناد إلى المصالح القومية الإسرائيلية”.