عادة ما يجهل كثيرون أهمية النفايات الإلكترونية، نظرا لعدم معرفتهم بمميزاتها أو كيفية الاستفادة منها، كما أن لها مخاطر أيضا إذا تركت دون استخدام.
النفايات الإلكترونية.. كنز في بيتك
وبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن النفايات الإلكترونية الحديثة تحتوي على 60 عنصرا كيميائيا مختلفا بما في ذلك المعادن الأساسية مثل النحاس والقصدير والمعادن الخاصة مثل الكوبالت والإنديوم والأنتيمون والمعادن النفيسة مثل الفضة والذهب والبلاديوم ذات قيمة اقتصادية، ويمكن استخراج المعادن الثمينة مثل الذهب من الهواتف المحمولة، حيث يحتوي كل هاتف محمول على عنصر من هذا المعدن الثمين.
البرنامج قال عبر موقعه الرسمي إن الهواتف المحمولة تحتوي أيضًا على مواد قيمة مثل البلاستيك والزجاج والسيراميك، ويمكن تحويل مواد النفايات هذه إلى مواد خام ثانوية يمكن استخدامها كمدخلات قيمة في شركات مختلفة ويفتح إعادة التدوير هذا فرصة كبيرة للابتكار وزيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي، لذا ننصح الحكومات بضرورة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية المتكاملة والاستفادة من هذا الكنز.
بحسب خبير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، المهندس محمد الحارثي، خلال حديثه لـ«»، فإن النفايات الإلكترونية هي جميع الأجهزة التي جرى التخلص منها، وتشمل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة المنزلية الكبيرة والمعدات الطبية، وغيرها من الأدوات، وهي منتشرة بشكل كبير في أنحاء مختلفة من العالم، وتتسبب في فوضى عارمة أيضا، وبحسب منظمة الأمم المتحدة، فإن النفايات الإلكترونية تُعد من أسرع أنواع النفايات الصلبة نموًا في العالم.
وأشار «الحارثي» إلى أهمية إعادة تدوير هذه المخلفات واستخدامها مرة أخرى بطرق عديدة، الأمر الذي سيحمي ملايين البشر من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، موضحا أن الدولة المصرية تعمل بشكل كبير على إعادة تدويرها.
حقائق عن النفايات الإلكترونية
وهناك بعض الحقائق الصادمة عن النفايات الإلكترونية، ففي عام 2022 أُنتج ما يقدر بنحو 62 مليون طن من النفايات على مستوى العالم، وإعادة تدوير أو جمع ما يقرب من 22.3% فقط منها، وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية إلى أن ملايين النساء والأطفال العاملين في قطاع إعادة التدوير غير الرسمي على مستوى العالم معرضين لمخاطر هذه المخلفات، إذ يجري حاليا توليد حوالي 50 إلى 60 مليون طن منها سنويًا.
مخاطر النفايات الإلكترونية
كما أن هناك العديد من المخاطر التي ذكرتها منظمة الصحة العالمية بسبب النفايات الإلكترونية، حيث يمكن أن تطلق ما يصل إلى 1000 مادة كيميائية سامة مختلفة في البيئة.
وأشارت المنظمة إلى أن الأطفال والنساء أكثر الفئات عرضة للتأثر السلبي من المخلفات الإلكترونية، ويرجع سبب تركيز المنظمة على الأطفال، هو العدد الهائل من هذه الفئة التي تعمل في هذا المجال، ففي عام 2020 قدّرت منظمة العمل الدولية أن ما يصل إلى 16.5 مليون طفل على مستوى العالم يعملون في القطاع الصناعي.
ومن هذه المخاطر، زيادة معدلات ولادة طفل ميت والولادة المبكرة، وانخفاض وظائف الرئة والجهاز التنفسي، وزيادة حالات الربو، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض العقلية.