وبهذا التعادل، تعقدت حسابات المجموعة الثالثة، حيث وصل الأخضر السعودي للنقطة الخامسة بالتساوي مع البحرين وأستراليا، فيما يبتعد المنتخب الياباني بالصدارة بـ10 نقاط.
ورغم أن المباراة كانت تقام على ملعب الأخضر، إلا أن مانشيني ولاعبيه فشلوا في انتزاع النقاط الثلاث، واكتفوا بتعادل مخيب لم يكن متوقعا، لا سيما بعد الخسارة على يد اليابان في الجولة الثالثة، صفر/2.
أخطاء لا تغتفر
واصل المدرب الإيطالي قراراته الغريبة مع الأخضر منذ توليه المهمة في الـ27 من أغسطس 2023، بالاعتماد على طريقة لعب ليست مناسبة لإمكانيات نجوم الأخضر.
وعلى الرغم من فارق الإمكانيات الكبير الذي يصب في مصلحة المنتخب السعودي، إلا أن المدرب الإيطالي واصل الاعتماد على طريقته الدفاعية وإقحام سالم الدوسري في عمق الملعب بدلا من التواجد على الطرف.
وكان الأخضر يفتقر للحلول الهجومية، لكن مانشيني لم يتدخل بالصورة المطلوبة لتصحيح الأوضاع، بل قرر الزج بثنائي هجومي في الشوط الثاني؛ وهما عبدالله رديف ومحمد مران، وسحب فراس البريكان.
وتحولت طريقته إلى (442) و(433) في بعض الأحيان، وهو ما تسبب في تشتيت تركيز اللاعبين وتغيير مراكزهم بصورة مستمرة.
كذلك عانى المنتخب السعودي من ابتعاد واضح بين جميع الخطوط، إضافة لعدم وجود لاعب واحد يجيد الربط وإرسال الكرات للخط الأمامي، فضلا عن الهشاشة الدفاعية، حيث كان الأخضر معرضا لاهتزاز شباكه في أي لحظة.
كل هذه الأمور لم تكن وليدة الصدفة، بل ظهرت منذ تولي مانشيني المهمة وتستمر حتى اللحظة، ما يبرهن على سوء العمل وعدم التحضير الجيد للمباريات.
قناعات غريبة
صحيح أن لكل مدرب قناعات مختلفة، ولكن مانشيني يختلف عن غيره من المدراء الفنيين، بسبب عناده الواضح واختياراته الغريبة.
ورغم ابتعاد المهاجم الشاب محمد مران، عن المشاركة بصورة أساسية، إلا أن المدرب الإيطالي قرر الاعتماد عليه في الشوط الثاني ضد البحرين، مفضلا إياه على صالح الشهري الذي يقدم مستويات جيدة رفقة الاتحاد مع إخراج فراس البريكان، وبدلا من أن يلعب برأسي حربه تقليديين ليزيد الضغط وفرص إمكانية التسجيل، فضل فتح اللعب على الأطراف. وهناك علامة استفهام أخرى، متمثلة في عدم الدفع بالجناح المهاري عبدالرحمن غريب، طوال أحداث المباراة، إضافة لمشاركته في دقائق معدودة أمام اليابان، رغم الإمكانيات الرائعة التي يمتلكها.
ولم يختلف الوضع كثيرا مع مصعب الجوير، الصاعد بقوة في وسط ملعب الأخضر، والذي حصل على إشادة مانشيني في أكثر من مناسبة بعد تسجيله هدفين في التصفيات، ولكنه قرر إقحامه على مقاعد البدلاء والدفع به في الشوط الثاني. وفي ظل الأزمة الهجومية التي يعاني منها الصقور على مستوى الأطراف، فإن مانشيني لم يستعن بناصر الدوسري في مركز الظهير الأيسر، ولكنه اعتمد على حسن كادش صاحب الأدوار الدفاعية. والغريب في الأمر، أن مانشيني يدفع دائما ببعض الأسماء المذكورة بعد تعقد الأمور، إضافة لتغيير طريقة اللعب، ما يصعب الموقف بشكل أكبر، بسبب قناعاته الفنية الغريبة.
الأخضر نحو الهاوية
يعتبر المنتخب أحد أقوى المنتخبات في القارة الآسيوية، التي تمتلك تاريخا كبيرا، بسبب طريقة اللعب الهجومية والأسماء البارزة التي ارتدت القميص الأخضر، لكن الوضع اختلف كثيرا مع مانشيني، فقد أصبح الأخضر دون أنياب، وبات من السهل أن يتعثر سواء بالتعادل أو الخسارة، بسبب فقدان هويته الهجومية على مدار السنوات السابقة. فضلا عن عدم الثبات على قوام أساسي وإبعاد بعض النجوم عن الفريق، أمثال سلمان الفرج وياسر الشهراني، وإقحام عدة أسماء بارزة على مقاعد البدلاء، بجانب الرؤية الفنية والتكتيكية الغريبة.
أكمل مانشيني 415 يومًا على رأس القيادة الفنية للمنتخب السعودي، ولكنه لم يقدم أوراق اعتماده للشارع الرياضي، حيث ارتفعت أصوات الجماهير للمطالبة بإقالته من منصبه. وأصبح مستقبل المدرب الإيطالي غير واضح، في ظل حالة الغضب التي تسيطر على الجماهير ووسائل الإعلام، والتي انفجرت بشدة بسبب تصرفه غير اللائق مع الجماهير عقب مواجهة البحرين.
وحال استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن مانشيني سيقود الصقور نحو الهاوية، ما يضعف حظوظه في التأهل للمونديال والمنافسة على لقب كأس آسيا 2027، التي تقام على أراضي المملكة.
415 يوما أكملها مانشيني في قيادة الأخضر
المنتخب السعودي يتراجع فنيا مع المدرب الإيطالي
قناعات غريبة لمانشيني أدت إلى إضعاف الأخضر
اتسم المدرب الإيطالي بالعناد والاختيارات الخاطئة
الأخضر افتقد لهويته الهجومية الواضحة مع مانشيني
المدرب كثير الصدام مع اللاعبين والجماهير السعودية
استمرار مانشيني في منصبه استمرار للعبث
المدرب الإيطالي يقود الأخضر إلى الهاوية بطريقته الغريبة