منذ ظهور الذكاء الاصطناعي، أثار الكثير من الجدل بين مؤيديه ومعارضيه، فهناك من يعتقد أنه يمثل تهديدًا للوجود البشري نظرًا للبطالة التي تسببت فيها التكنولوجيا والتطور السريع الذي وصلت إليه، بينما يرى آخرون أن التقدم السريع الذي أحرزه الإنسان لم يكن ليتحقق لولا وجود هذه التقنية.
وفي السطور التالية، نستعرض أبرز ما قاله الخبراء في هذا الشأن، بحسب ما ورد عبر موقعي «daily-sun» و«medium».
الذكاء الاصطناعي والتهديد الوجودي للبشر
يرى بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية بسبب قدرته على التفوق على البشر في عدة جوانب مثل السرعة، الحجم، والدقة، واحتمالية هيمنته على وظائف المستقبل، كما أنّ الـ«AI» ليس مجرد روبوتات تسيطر على العالم، بل أداة قوية قادرة على محاكاة الذكاء البشري ومعالجة كميات هائلة من البيانات، ذلك ما دفع البعض للقلق من إمكانية استبدال البشر في العديد من الوظائف والتخصصات.
كما أنه أصبح قادرًا على تزييف بعض الوقائع التاريخية، وهو الأمر الذي حذّرت منه منظمة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى المقالات الكاذبة التي تنشأ بواسطته، فوفقًا لمنظمة تعقب المعلومات المضللة، «NewsGuard»، أنتجت المواقع الإلكترونية آلاف المقالات الخاطئة التي افتقدت إلى الكثير من الدقة، والتي أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، وذلك بنسبة تزيد عن 1000% في مايو 2023 فقط.
البصمة الكربونية والذكاء الاصطناعي
عندما يُذكر الذكاء الاصطناعي، فأول ما يأتي في أذهان الكثيرين هو تسببه فقدان أعداد هائلة من البشر أعمالهم، ولكن هناك جانب آخر لم يتطرق له العديد من الخبراء، وهو البصمة الكربونية التي تسببها هذه التقنية.
تشير الأبحاث إلى أنّ البصمة الكربونية لتدريب نموذج ذكاء اصطناعي واحد تعادل 284 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أي خمسة أضعاف الانبعاثات لسيارة متوسطة الحجم، وذلك مع زيادة قوة الحوسبة المستخدمة في التعلم الآلي الآن، التي تشير بعض التقديرات أنها ارتفعت بمقدار 300 ألف ضعف بين عامي 2012 و2018.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، أنتج نموذج GPT-3، الذي ابتكرته شركة OpenAI للذكاء الاصطناعي، ما يعادل 552 طنًا متريًا من ثاني أكسيد الكربون أثناء تدريبه، وهي نفس الكمية التي يمكن إنتاجها من خلال قيادة 120 سيارة ركاب لمدة عام، وكلها أمور تزيد من اتساع طبقة الأوزون، وزيادة الخطر الوجودي للبشر.
خبراء يسيرون عكس التيار
اتجه بعض الباحثين إلى طريق آخر، يرى أن لكل تطور تضحية واجبة الحدوث، إذ يرون أن الذكاء الاصطناعي في حد ذاته ليس خطيرًا، بل تكمن الخطورة في العقول البشرية التي تتحكم في تطوره، وأنه ليس له علاقة بطول حياة البشر أو القضاء عليها، بل في كيفية استخدام «سيف ذو حدين» مثل هذا، فبحسب الفيزيائي بجامعة أكسفورد، البروفيسور ديفيد دويتش، في مقال نُشر في صحيفة «الجارديان»، في أكتوبر 2012: «لا يوجد دماغ على وجه الأرض يقترب من قدرات الأدمغة البشرية، ولا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكل تهديدًا للبشرية إلا إذا تم منحه مشاعر إنسانية مقترنة بقوة التفكير التي قد تؤدي إلى مشاعر الكراهية والغضب».