رد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، على سؤال «هل الفنون حرام وتتعارض مع الشرع؟»، قائلا إنّه يكاد أن يكون السؤال خطأ، فكلمة فن في اللغة العربية تعني «نوع»، وبالتالي الفنون تعني الأنواع، والفن يطلق على القسم المخصوص من العلم والمعرفة، فيقال هذا كان مختصا بفن المنطق أو فن اللغة أو فن الأدب.
وأضاف «جمعة»، خلال استضافته ببرنامج «من مصر»، المذاع على شاشة قناة «CBC»، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل، السبت، أنّه عندما يُقال «الفنون الإسلامية» يُقصد بالأنواع التي اهتمت بقضايا الجمال، مثل الخط العربي، واستعيرت كلمة «الفنون» للأداء المتميز، فالخطاط على سبيل المثال «فنان»، لأنه يحتاج لمهارة ليست عند أي حد، فقد تكون هذه المهارة مكتسبة وقد تكون وهبية من عند الله، «أخوانا بتوع اللغة يقولك متقولش فنان، لأن الفنان معناها المخطط، قول مُفتن، لكن الشائع فنان».
وأضح أن الفنون منها ما يتعلق بالسمع مثل الموسيقى، فالموسيقى من العلوم الرياضية، كما أن الفنون منها ما يتعلق بالنظر مثل الرسم والنحت، ومنها ما يتعلق بالأداء الذي لا يقتصر على النظر فقط مثل الممثل الذي يُعبر عن الحزن أو الفرحة أو الدهشة، كما أنه من ضمن الفنون الإلقاء، «محتاجين نعلمه للأولاد في التجويد».
وأشار «جمعة»، إلى أن الفنون بحر كبير، «لما واحد يقول الفنون حرام ولا حلال؟ عاوز يقول هي الدنيا حلال ولا حرام يعني؟، الله أراد منا أن نعبده وعمارة الأرض وتزكية النفس، ومن خلالهم أمرنا بالعفاف، مأمرناش بكل ما يؤجج الشهوات أو كل ما يُفسد في الأرض أو كل ما يخلي الإنسان في حالة من الكآبة والاكتئاب، أمرنا أن نزكي النفس بالعفاف، فأمر مثلا بالزواج وستر والعورات وأمور معينة ينبغي أن تكون في حياتنا حتى تستقيم علاقات الناس، وربنا قال خذ العفو وأمر بالعفو واعرض عن الجاهلين».
وتابع: «الغنا كلام، الكلام ده قد يكون فيه سب لله ورسوله وقد يكون أمرا بالمنكر ونهيا عن المعروف، يبقى الكلام هو اللي حرام ولا التركيبة دي؟ ففي الحالة دي نقوله غلط، لما عبدالحليم حافظ جه يغني أغنية فراح قال على لسان الشاعر (قدر أحمق خطاه)، هو القدر أحمق؟ أحنا عندنا القدر مش أحمق لأن الله هو صاحب ذلك القدر، لو حد قال لعبدالحليم إن ده مخالف للشريعة كان هيصلحها».