في الثاني والعشرين من شهري فبراير وأكتوبر، تتوافد الأفواج السياحية إلى مصر، لمشاهدة ظاهرة تشهد على براعة أجدادنا القدماء، وهي تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، وقد ترسخ في أذهان الكثيرين أن هذه الظاهرة تحدث في ذكرى ميلاده وتوليه الحكم، إلا أنّ هذا الاعتقاد غير صحيح، كما أوضح الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، الدكتور أحمد عامر.
تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني ليس الوحيد
مع اقتراب يوم 22 أكتوبر، يتوافد آلاف السياح إلى معبد أبو سمبل في أسوان لمشاهدة هذه الظاهرة الفريدة التي تحدث مرتين كل عام، وقد يظن البعض أن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني هو الظاهرة الوحيدة من نوعها، لكن الدكتور أحمد عامر أوضح أنها ليست الوحيدة، حيث يوجد 14 معبدًا مصريًا آخر تتعامد عليها الشمس في مواعيد مختلفة من العام، إلا أن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني هو الأبرز والأشهر بين هذه الظواهر.
وصف الظاهرة
أشار «عامر» إلى أنّ مدخل معبد أبو سمبل يحرسه 4 تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترًا، فيما تحدث ظاهرة تعامد الشمس داخل قدس الأقداس في المعبد الكبير مرتين سنويًا في يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، عندما تخترق أشعة الشمس صالات المعبد التي تمتد بطول 60 مترًا، وصولًا إلى قدس الأقداس، وتضيء تمثال الملك رمسيس إلى جانب تماثيل الآلهة «آمون»، و«رع حور آختي»، و«بتاح»، التي قدسها المصري القديم.
هل تتعامد الشمس على وجه رمسيس في ذكرى ولادته وتوليه الحكم؟
فجّر الدكتور أحمد عامر مفاجأة حول الاعتقاد السائد بأن تعامد الشمس يحدث في يوم ميلاد رمسيس الثاني وتوليه الحكم، موضحًا أنّ هذا غير صحيح تمامًا، وأنه لا توجد أي وثيقة تاريخية تؤكد يوم ميلاد الملك أو تاريخ توليه الحكم: «إحنا أصلًا منعرفش هو اتولد أمتى أو مسك الحكم أمتى، ومفيش أي دليل قوي بيثبت ده».
رغم ذلك، أكد «عامر» أنّ الظاهرة مقصودة بالتأكيد وتُظهر براعة المصريين القدماء في علوم الفلك، لكن لا يوجد سبب واضح لاختيار هذين اليومين تحديدًا لتعامد الشمس على وجه الملك.