| بيت زينب خاتون تحفة معمارية تجذب صناع الفن.. فما قصته؟

خلف الجامع الأزهر في القاهرة، تتجه أنظار محبي تصوير الأفلام السينمائية والمسلسلات، حيث يقع بيت زينب خاتون الأثري، نظرا لما يتميز به من جمال التصميم وروعة البناء، كما يعد نموذجًا للعمارة المملوكية.

البيت الأثري يتكون من طابق أرضي وطابقين علويين، ويتميز بالمدخل المنكسر طبقًا لفقه العمارة الإسلامية حتى لا يرى المار في الشارع من بالداخل، كما يؤدي المدخل إلى فناء كبير يطلق عليه صحن المنزل لضمان وصول الضوء والهواء إلى واجهات البيت ومحتوياته من الداخل، وفق ما ذكره الدكتور عبدالرحيم ريحان، خبير الآثار، وعضو المجلس الأعلى للثقافة.

من هي زينب خاتون؟

زينب خاتون واحدة من خادمات محمد بك الألفي، أعتقها الألفي بك وهو أحد أمراء المماليك فتحررت وتزوجت أميرًا يدعى «الشريف حمزة الخربوطلي» وتحولت إلى أميرة، وتم إضافة لقب خاتون إلى اسمها، ويعني المرأة الشريفة الجليلة لذا أصبح اسمها زينب خاتون، حيث اشترى لها زوجها منزل شقراء هانم حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون وسمي باسمها وكانت آخر من سكن البيت قبل ضمه إلى وزارة الأوقاف المصرية.

شاركت زينب خاتون في نضال شعب مصر ضد الحملة الفرنسية عام 1798 حيث كانت تؤوي الفدائيين والجرحى في منزلها عندما يطاردهم الفرنسيون، وعثر في البيت على 27 جثة دفنت في سرداب تحت الأرض، يعتقد أنّها جثث الجرحى التي كانت زينب خاتون تؤويهم داخل بيتها.

كنز زينب خاتون

الدكتور ريحان لفت إلى أنّ لجنة حفظ الآثار العربية نجحت في ترميم البيت أوائل القرن العشرين، وفي عام 1989 جددته هيئة الآثار المصرية، وأثناء التجديد عُثر على كنز داخل جرتين من الفخار تحت عتبة إحدى الحجرات المكتشفة ضم 3611 قطعة عملة ذهبية ترجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي وأكثر من 2000 قطعة عملة ذهب، محفوظة حاليا في متحف الفن الإسلامي بباب الخلق وتُعرف باسم «كنز زينب خاتون».

أغرب ما في بيت «زينب خاتون»

أغرب ما في بيت «زينب خاتون» وجود مقبرة بجوار مدخل البيت، عبارة عن حجرة صغيرة استخدمت كمدفن لأفراد العائلة وعلى جدرانها أدعية وآيات من القرآن الكريم وربما هي التي حوت رفات الفدائيين.