انتخابات 2024.. الصراع على أصوات الناخبين في الولايات المتأر



04:33 م


الجمعة 25 أكتوبر 2024





كتبت.. سهر عبدالرحيم:

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها في 5 نوفمبر المقبل، يسعى المرشحان للانتخابات إلى جذب دعم الناخبين، إذ تولي الحملات الانتخابية اهتمامًا خاصة بالولايات المتأرجحة، التي لا يميل فيها التصويت إلى حزب معين، ما يجعلها حاسمة في تحديد الفائز.

ويدرك المرشحان، نائبة الرئيس والمرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، والرئيس السابق والمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، أن هذه الولايات هي التي يمكن أن تُحدِث فرقًا في هذه الانتخابات، خاصةً مع تقارب نسب المرشحان المتنافسان في تلك الولايات.

وانعكس ذلك على نشاط مكثف لكلٍ منهما في هذه الولايات، إيمانًا بأن الطريق إلى البيت الأبيض يمر بالتأكيد عبر هذه الولايات، فقد أقامت هاريس وترامب تجمعات انتخابية في ولايتي بنسلفانيا و ميتشيجان الحاسمتين حفلت بالانتقادات المتبادلة، واعتمدا فيها على دعم من المشاهير.

1

وهذه الولايات هي: أريزونا وبنسلفانيا ونورث كارولينا وجورجيا وويسكونسن ونيفادا و ميتشيجان، التي يُخصص لها عدد كبير من الأصوات في المجمع الانتخابي البالغ إجمالي عددها نحو 538 صوتًا، ويحتاج المرشح إلى 270 صوتًا منها للفوز بالأغلبية المطلقة.

119 مليون دولار لحملة ترامب

صورة 3

ومع تزايد المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ظهرت أهمية الدعم المالي والسياسي من الشخصيات البارزة، فكان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك من أبرز الداعمين لحملة دونالد ترامب الانتخابية.

وتبرع إيلون ماسك، الذي ظهر مرات عدة في التجمعات الانتخابية لترامب، بنحو 75 مليون دولار خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضي، مما يعكس تأثيره في ساحة الانتخابات وأهمية الدعم المالي في الحملات الانتخابية.

وبحلول منتصف أكتوبر الجاري، كان ماسك قد حوّل نحو 6 ,43 مليون دولار لمنظمة “أمريكا باك” التي تركز في الأساس على الفوز بالولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، ليبلغ إجمالي تبرعه حتى الآن نحو 119 مليون دولار لدعم حملة الانتخابات الرئاسية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وكان ماسك وعد قبل أيام بتقديم مليون دولار يوميًا لكل شخص مسجل في الولايات المتأرجحة، يوقع على عريضة تتعلق بـ “حرية التعبير والحق في حمل السلاح”، حتى يوم 5 نوفمبر، وبموجب قانون الانتخابات في الولايات المتحدة، يحظر دفع أموال للمواطنين مقابل التصويت أو التسجيل.

وخلال الفترة الأخيرة، أصبح الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك نشطًا سياسيًا بشكل متزايد، ويعلق بانتظام على سياسة الولايات المتحدة على منصة “إكس”، فبمرور الوقت، أصبحت وجهات نظره تتجه للحزب الجمهوري الذي يمثله ترامب.وفي نوفمبر من عام 2022، أعلن ماسك انتماءه للحزب الجمهوري، تزامنًا مع يوم انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، مؤكدًا أنه كان يصوت لصالح الحزب الديمقراطي حتى هذا العام.

وقال ماسك في تغريدة على حسابه بـ”إكس”: “لنكن واضحين، كانت انتمائي الحزبي تاريخيًا مستقلًا، مع سجل تصويت كان بأكمله لصالح الديمقراطيين حتى هذا العام”.

أوباما يدعم هاريس

صورة 4

وفي المقابل أعرب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن دعمه لنائبة الرئيس كامالا هاريس، داعيًا الأمريكيين للتصويت بكثافة لصالحها كمرشحة عن الحزب الديمقراطي، وقد انتقد الناخبين المترددين، كما وجه انتقادات لاذعة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وجعل باراك أوباما من ولاية بنسلفانيا المتأرجحة التي يُنظر إليها على أنها مفتاح الفوز في نوفمبر، المحطة الأولى في جولته، ففي 10 من أكتوبر الجاري، شارك بفعالية انتخابية لصالح هاريس داخل جامعة بيتسبرج بالولاية، مستهدفًا الشباب لحثهم على التصويت للمرشحة الديمقراطية في الانتخابات.

وشن باراك أوباما هجومًا حادًا على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، متناولًا قضايا عدة مثل الرعاية الصحية، والإجهاض، والهجرة، واقتحام أنصاره للكونجرس في يناير 2021، إذ قارن ترامب بالدكتاتور الكوبي الراحل فيدل كاسترو.

صورة 5

كما أشار أوباما في كلمته إلى الأشخاص الذين تأثروا بإعصار ميلتون في الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة، منتقدًا ترامب لنشره معلومات مضللة بشأن استجابة الحكومة الفيدرالية للعواصف.

وقال أوباما: “لديك قادة سيحاولون المساعدة ثم لديك رجل سيكذب بشأن ذلك لتسجيل نقاط سياسية وهذا له عواقب .. فكرة محاولة خداع الناس عمدًا في أكثر لحظاتهم يأسًا وضعفًا، وسؤالي هو متى أصبح ذلك مقبولًا؟”.

كما تتجه المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، إلى التأثير على الولايات المتأرجحة من خلال استقطاب مشاهير الفن والرياضة للدعاية، باعتبارهم رموز للمجتمع ويتابعهم الملايين من الأشخاص ويتأثرون بهم، ومن أبرزهم نجمات الغناء تايلور سويفت، و بيلي إيليش و بيونسيه،

صورة 6

فقد كشف أشخاص مقربين من المغنية والممثلة الأمريكية بيونسيه، التي تشكل “أيقونة” لملايين الأمريكيين لا سيما الشباب، أنها ستقف إلى جانب هاريس في تجمع جماهيري في هيوستن مسقط رأسها، وفق ما أفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية. كما تلقت هاريس دعم لاعب التنس بيلي جين كينج، والسباح ترويت ، وأسطورة الدوري الأمريكي للمحترفين إيرفين “ماجيك” جونسون.

وكشف استطلاع لمعهد “الشؤون العالمية”، نشره موقع “أكسيوس”، أن الناخبين في 6 ولايات رئيسية متأرجحة يعتقدون أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، لديه أفضلية في التعامل مع قضايا عالمية من منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وشملت القضايا التي تضمنها الاستطلاع إنهاء الحروب في أوكرانيا وغزة والرد بشكل فعال على هجوم صيني محتمل على تايوان وتعزيز المصالح الأمريكية على المستوى الدولي.

صورة 7

ووفقًا للاستطلاع، يرى 56% من الناخبين في أريزونا وجورجيا و ميتشيجان ونيفادا وبنسلفانيا ويسكونسن أن ترامب أكثر قدرة على الدفاع عن المصالح الأمريكية مقابل 44% فقط لهاريس.

ويعتقد 58% من الناخبين بالولايات المذكورة أن الرئيس السابق هو الأقرب لحل الأزمات وإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا مقابل 42% لهاريس، ويتقدم ترامب أيضًا على هاريس (56% مقابل 44%) في الولايات المتأرجحة في قضيته حول سياسات الهجرة.

ويرى الناخبون في الولايات المتأرجحة أن ترامب أكثر ميلًا للاستجابة بشكل فعّال إذا اتخذت الصين خطوة بشأن تايوان (58% لترامب مقابل 42% لهاريس). وفي الولايات الست (أريزونا وجورجيا وميتشيجان ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن) يتقدم ترامب على هاريس في القدرة على تحسين سمعة أمريكا ومن سيستجيب بشكل أفضل وأكثر فعالية لأزمة عالمية كبرى.