أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، أن فلسطين تعيش في الساعات والامتار الاخيرة لإنقاذ موقف تبدد فرصة إقامة الدولة الفلسطينية، والذي يحتاج إلى موقف فلسطيني موحد بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقال موسى في كلمة له خلال ورشة عمل نظمتها مؤسستي زوايا للفكر والاعلام وبال ثينك للدراسات الاستراتيجية”، شارك فيها نخبة من الكتاب والصحفيين الفلسطينيين والعرب، :” إن فرصة إقامة الدولة الفلسطينية تضاءلت أكثر في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، وسماحه لسياسة الضم الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية، مضيفاً أنه إذا لم تتحقق المصالحة الفلسطينية والتوحد الفلسطيني خلف موقف موحد فقد يفقد الفلسطينيون الفرصة في إقامة الدولة الفلسطينية، وننتقل لخيار الدولة الواحدة.
وتابع، أن الجميع صدم ولا زال مصدوماً من الانقسام الفلسطيني المؤسف في الجبهة الوطنية الفلسطينية، والذي أدى الى سؤال البعض، أي فريق يمثل الفلسطينيين في إشارة الى حركتي فتح التي تسيطر على الضفة الغربية، وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة)، وأي فريق سيشكل الدولة الفلسطينية التي يجري الحديث عنها.
وأوضح عمرو الذي عمل وزيراً للخارجية المصرية في عهد حسني مبارك، أن الموقف الفلسطيني يواجه تحديان كبيران، وهما الاحتلال والانقسام، وفي حال تم معالجة الانقسام يمكن معالجة الاحتلال.
ولفت إلى أنه وبصرف النظر عن ما حدث من تطبيع للعلاقات بين دول عربية وإسرائيل، فإنه لو تم إنهاء الانقسام الفلسطيني فإن أموراً كثيرة ستعود لمكانها الطبيعي.
وشدد عمرو على أن الانقسام الفلسطيني هو موضوع خطير جداً، محملاً القيادات الفلسطينية مسؤولية الانقسام الذي يجعل من الصعب تشكيل جبهة عربية موحدة تدعم القضية الفلسطينية، وأدى إلى ما حدث من عمليات تطبيع مع اسرائيل.
ورداً على سؤال موقع زوايا حول عدم كشف جامعة الدول العربية عن الطرف المعطل للمصالحة الفلسطينية، قال عمرو :” نحن نريد مصالحة ولا نريد كشف أحد الأطراف على حساب الطرف الثاني” ، ولا يصح أن نضيف لمتاعب الفلسطينيين متاعب جديدة في الوقوف مع طرف ما، محملاً مسؤولية تحقيق المصالحة للفلسطينيين وحدهم، وفي ظل اعلان مصر عن دعمها لجهود المصالحة يجب على كل الفلسطينيين انتهاز الفرصة والتركيز على تسهيل جلوس الأطراف الفلسطينية سوياً، وأن يدركوا أن الزمن سريع الآن قد يتجاوز القضية الفلسطينية، الأمر الذي يجب منعه بالمصالحة.
وبشأن إمكانية تحمل مصر مسؤولية قطاع غزة، شدد عمرو موسى، على رفض مصر تحمل مسؤولية قطاع غزة، وأن مصر فقط يمكنها تقديم المساعدات، وفتح المعابر، أما مسؤولية القطاع فهي مسؤولية فلسطينية بحتة، ولا يمكن لمصر ان تتحمل مسؤولية القطاع، لأن طلب الفلسطينيين هو دولة فلسطينية، وغزة يجب أن تكون جزءاً من هذه الدولة.