| «مش بس إتيكيت».. عادة شائعة في تناول الطعام والشراب نهى النبي عن فعلها

يعتقد البعض أن تناول الطعام والشراب دون صوت، مجرد أمر يتوافق مع المظاهر العامة وآداب الإتيكيت، دون أن يدرك أن مضغ الطعام وشرب المياه بصوت عال، من الأمور التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن فعلها.

ونظرًا لأن حكم مضغ الطعام والشراب بصوت مسموع في الشرع، من العادات الشائعة، والتي تثير حيرة البعض حول الرأي الديني فيها، لذلك نوضحه لكم وفقا لما ذكرته دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي.

حكم مضغ الطعام والشراب بصوت مسموع في الشرع

من السلوكيات التي نهت عنها الشريعة الإسلامية، وأرشد الفقهاء إلى التنزه عنها وأنها لا تليق بالآداب العامة، هي إحداث صوت أثناء المضغ والشرب، حيث وردت العديد من النصوص من الكتاب والسنة بالنهي عن التشبه بالحيوانات في طبائعها المذمومة كالشره والجشع والنهم عند الأكل والشرب؛ منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ البَعِيرِ، وَلَكِن اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلَاثَ، وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ، وَاحْمَدُوا إِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ».

وقول النبي: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمَصَّ مَصًّا، وَلَا يَعُبَّ عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ»، والمقصود من هذا التوجيه النبوي: الإرشاد إلى التروي في الشرب شيئًا فشيئًا، لا أن يشرب الشخص كما تفعل الدوابُّ مُحدِثةً صوتًا عنده، مع ما في ذلك مِن ضرر على الشارب، وحصول الضيق لمن حوله.

كما نص العلماء أيضًا على أن من الصفات المذمومة عند الأكل، هي تكلم الشخص حال مضغ الطعام، وإحداث صوت لأشداقه وفمه عند المضغ والبلع؛ حيث قال العلامة ابن الملقن: «ولا يجعل اللقمة في فمه يَرشُفُها ويُسمَع لها حسٌّ».

وبناءً على ذلك، فإن من آداب الأكل ومحاسن الذوق أثناء تناول الطعام، ضمَّ الشفتين أثناء المضغ، وتجنب إحداث صوت عند المضغ والشرب، وتجنب الكلام عند امتلاء الفم بالطعام؛ حفاظًا على مشاعر الآخرين، وعلى المسلم أن يتحلى في سلوكياته وأفعاله بمحاسن الآداب وكريم الخصال التي تجعله صورةً راقية لدينه وأمته، كما أن عليه أن يراعي آداب الذوق العامة التي تستحسنها العادات والأعراف المجتمعية ما دامت لا تخالف الشريعة الإسلامية، وأن يتجنب في أفعاله وسلوكه ما قد يسبب الانزعاج أو الضيق لمن حوله.