عندما تخطو نحو الأقصر، فيجب زيارة معبدها الذي يحتضن بين أروقته مسجد أبي الحجاج الأقصري، المحاط بعدد من الرموز الحضارية المعبرة عن التاريخ المصري القديم، حيث يُعد المسجد مزيجا بين الحضارات الإسلامية والمسيحية والفرعونية.
متى بُني مسجد أبي الحجاج الأقصري؟
الدكتور محمود الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، قال خلال تصريح لـ«»، إنّ المسجد بُني عام 1286م على أطلال معبد الأقصر القديم، حيث يتميز بمئذنته المبنية من الطوب اللبن، والتي ترتفع لنحو 15 مترا، وهي واحدة من أقدم المآذن في مصر.
المسجد قِبلة سياحية
مدرس الآثار نوه بأنّ المسجد يقع بجوار معبد الأقصر، فوجوده إلى جانب المعبد جعله قبلة سياحية، فضلا عن حفاظه على روحه النابضة، التي ينجذب إليها السائحون من كل حدب وصوب.
الدكتور محمود الحصري أشار إلى قصة ترتبط بالمسجد، وهي قصة السيدة تريزا الملقبة باسم «ابنة القيصر»، موضحة أنّها كانت راهبة في إحدى أديرة الأقصر، وعندما ظهر الشيخ أبو الحجاج الأقصري، تأثرت بزهده وعلمه، وبعد ذلك أسلمت وتزوجت بالشيخ.
رواية أخرى بشأن المسجد
الحصري أوضح أنّ هناك رواية أخرى تشير إلى أنّها وهبت المدينة للشيخ بعدما طلب منها أن تعطيه مقدار جلد بعير للتعبد فيه، فاستجابت لطلبه وكتبت له وثيقة بذلك، وتمكن بفضل كراماته أثناء الليل أن يجعل جلد البعير يتسع، حيث ربط أحد أطراف الجلد بأطراف معبد الأقصر.
الدكتور محمود الحصري أشار إلى أنّ المسجد يقصده الناس في فسحهم اليومية، نظرا لساحته التي تعتبر مزيجا بين الحضارات القديمة، كما تجمع جدرانه بين النقوش الفرعونية والزخارف ذات الطابع الإسلامي.