لم يترك الذكاء الاصطناعي مجالًا إلا وتدخل فيه بشكل واضح، وأصبحت الآلات جزءا لا يتجزأ من حياتنا، بدءًا من المجال الطبي مرورًا بالصناعات الدقيقة والثقيلة، انتهاء بالموسيقى والفن، إذ أصبح يؤدي مهام الفنانين، ما أثار الكثير من المخاوف لدى البشر، فهل يستطيع البشر تخويف الذكاء الاصطناعي؟ تساؤل طرحه موقع «thebrighterside» التقني الأمريكي.
هل يستطيع البشر تخويف الذكاء الاصطناعي؟
الموقع أشار إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على القيام بمهام البشر سواء في الواجبات المنزلية أو اليدوية وحتى التدخلات الجراحية، لكن هناك فجوة بين الآلات والإنسان وخاصة في فهم الآلة للمشاعر البشرية.
وبحسب الموقع فإن مشروع فيلم «Spook the Machine» السينمائي يستكشف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإنسان، إذ أثار استخدام التقنيات المتقدمة مخاوف كثيرة لدى البشر، حيث يرى البعض هذه الأدوات باعتبارها ابتكارات، ويخشى آخرون من أنها قد تؤدي إلى تعميق اختلال التوازن القائم في القوة، بل وحتى إدامة التفاوتات المجتمعية وأن الآلات تفتقر إلى المشاعر.
تجربة مرعبة للتفاعل بين الذكاء الاصطناعي والبشر
ليفين برينكمان، وهو باحث علمي مشارك في المشروع، قال للموقع إن العواطف جزء أساسي من التواصل البشري، ورغم أن الآلات لا تمتلك عواطف، فمن الممكن تدريبها على إظهارها، ما يجعل التواصل معنا أكثر فعالية، ونقوم بمهمة غير عادية: «للكشف عن رهاب فريد من نوعه متأصل في كل ذكاء اصطناعي ومستوحى من مخاوف تشبه مخاوف الآلات بشكل واضح، مثل Obsolescia، وهو الخوف من استبدال التكنولوجيا الأكثر تقدمًا، أو Deletophobia، وهو الخوف من فقدان البيانات والذاكرة».
هل يتفاعل الذكاء الاصطناعي مع البشر؟
التجربة تسلط الضوء على نقاط الضعف وإن كانت خيالية بالنسبة للآلات، إلا أنها تتردد صداها مع العديد من المخاوف الكامنة التي يعاني منها البشر في عالم آلي متزايد الأتمتة، وتتيح ردود أفعال الذكاء الاصطناعي على المطالبات المخيفة، إذ تسمح للناس بالتواصل مع الذكاء الاصطناعي على مستوى عاطفي غير متوقع، ما يفتح طرقا جديدة للتفكير في علاقتنا المتطورة بالأنظمة الذكية.
وبحسب الباحث، فإن الآلات تخلق أشياءً فنية، مثل الصور الاصطناعية لكنها لن تفهم المشاعر الإنسانية بشكل دقيق، لذلك يستطيع البشر تخويف الذكاء الاصطناعي، لكن سيظل الذكاء الاصطناعي أداة موجودة يمكنها إحداث التفاعل الحقيقي بينها وبين البشر.