انفراجة جديدة في تشخيص التصلب الضموري

في خطوة قد تغير مسار تشخيص وعلاج التصلب الضموري، أعلن باحثون من مختبرات كيمياء الدماغ في وايومنغ تطوير اختبار دم مبتكر يمكنه اكتشاف مرض التصلب الجانبي الضموري بدقة غير مسبوقة. هذا الاكتشاف يعد بارقة أمل للعديد من المرضى الذين ينتظرون طويلا للحصول على تشخيص نهائي.

ويتسبب هذا المرض في تدهور الخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم في حركة العضلات، مما يؤدي إلى الشلل، وغالبًا ما يكون قاتلا في غضون عامين إلى خمسة أعوام. حاليًا، يعتمد الأطباء في تشخيص هذا المرض على الملاحظة السريرية، مما قد يستغرق شهورًا أو حتى سنوات، ويؤدي أحيانًا إلى تشخيصات خاطئة.

بصمة فريدة

في هذا السياق، تمكن الباحثون من تحديد بصمة فريدة مكونة من ثماني جزيئات صغيرة في الدم، تُعرف باسم الحمض النووي الريبي الدقيق (miRNAs). تعمل هذه الجزيئات كأدوات تحكم خلوية، وتنظم وظائف متعددة في الجسم. وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Brain Communications، أن مرضى التصلب الجانبي الضموري يمتلكون نمطًا مميزًا من هذه الجزيئات يختلف تمامًا عن الأفراد الأصحاء أو المصابين بحالات عصبية مشابهة.

وقد استندت هذه الدراسة إلى تحليل عينات دم من 331 فردًا، بما في ذلك 119 مريضًا بالتصلب الجانبي الضموري و150 فردًا صحيًا. وأظهرت النتائج أن اختبار الدم لديه حساسية تصل إلى 100% في بعض التحليلات، مع خصوصية تصل إلى 97%. هذه النتائج تعتبر مثيرة للإعجاب في مجال الاختبارات التشخيصية، حيث يواجه العلماء تحديات في تحقيق كل من الحساسية والخصوصية في آن واحد.

التشخيص السريع

تعمل miRNAs الثماني معًا لتشكيل بصمة فريدة في الدم، مما يمكن الأطباء من تمييز التصلب الجانبي الضموري عن الحالات المشابهة. هذا قد يقلل من عدد التشخيصات الخاطئة، التي تصل نسبتها إلى 68% في بعض الحالات، ويسمح بتدخلات مبكرة تؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى.

وأوضح الدكتور ساندرا باناك، كبير مؤلفي الدراسة: «التشخيص السريع سيمكن من بدء العلاج في وقت مبكر، مما يؤدي إلى تحسين النتائج للمرضى». وعلى الرغم من أن الاختبار لم يُعتمد بعد في العيادات، فإن الباحثين يتوقعون أن يُستخدم كأداة مساعدة لدعم طرق التشخيص الحالية.

– مرض التصلب اللويحي، المعروف أيضًا بالتصلب المتعدد (Multiple Sclerosis)، هو مرض مناعي مزمن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الدماغ والحبل الشوكي.

– الأعراض تشمل التعب الشديد، وضعف العضلات، وصعوبة في التنسيق والتوازن، ومشاكل في الرؤية (مثل الرؤية المزدوجة أو فقدان الرؤية الجزئي)، وتنميل أو وخز في الأطراف، ومشاكل في الذاكرة والتركيز.