| «عبدالرحمن» ماجستير قانون وبيقف مع أبوه على عربية كبده: بفتخر بيه

سنوات من الشقاء ذاقها كرم خليل، 54 عاما، من محافظة القاهرة، في سبيل تحقيق حلمه في امتلاك عربة طعام، وكان له ما أراد بعدما ذاع صيته كثيرا بين سكان منطقة العباسية بعد تداول عدة فيديوهات يظهر خلالها وهو يتحدث عن تلك المهنة التي لم يعرف سواها طيلة عمره، الأمر الذي كان سببا في إعجاب الآلاف المهتمين بمجال الطهي ورواد السوشيال ميديا الذين اعتبروا أنه قدوة للشباب. 

رحلة شقاء بدأت بعربة إيجار 

منذ عام 1984 وهو يتجول في الشوارع وذلك لأن بدايته لم تكن سهلة لصعوبة الأوضاع الاقتصادية حينها ليقرر وقتها الخمسيني أن يذهب إلى صديق له يطلب منه أن يأخذ عربة الطعام الخاصة به إيجار، لم يتردد الصديق ووافق على الفور ولكن شريطة أن يدفع له «كرم» إيجار 5 جنيهات يوميا، وهنا وجد الرجل أن ما يكسبه من أموال يذهب في إيجار العربة: «قلت لصاحبي أنا عايز أشتري منك العربية قالي لا دي دراعي اليمين وكمان بسترزق منها وبديها لكذا حد غيرك برضه، لكن لأنه صاحبي قالي طب هقولك على حاجة كويسة، خلي عربيتي معاك لحد ما يكون عندك عربية وتجهزها وبعدين اديني بتاعتي». 

من هنا بدأت رحلة الكفاح بعدما قرر «كرم» الاكتفاء فقط بتقديم ساندوتشات الكبده للمارة رغبة منه في التميز ولأنه لا يريد أن يكون لديه أصناف متعددة وهنا ربما تضيع الجودة وذلك لأنه كان حديث العهد حينها بأمور الطهي: «كنت وقتها لسه واخد دبلوم بس كان عندي حلم وطموح وفعلا ربنا كرمني وفتحها عليا من وسع، وقدرت أربي ابني أحسن تربية ودخل كلية الحقوق ومعاه ماجستير وبيجي يقف معايا على العربية، ولما ربنا فتحها عليا وشربت الصنعة بدأت أعمل كل أنواع السندوتشات».

عبدالرحمن يدعم والده: «بفتخر بيه» 

يفتخر «عبدالرحمن» نجل كرم خليل، بما يقوم به والده لذلك قرر أن يقف إلى جواره ويصبح سندا له حيث قرر أن يباشر العمل إلى جوار والده بعدما أنهى دراسته الجامعية وتمكن من استكمال دراسته وحصل على ماجستير في القانون بعد تخرجه في الجامعة مباشرة: «معايا ليسانس حقوق واتخرجت سنة 2017، وبقف مع والدي ليل نهار من أول ما نفتح لحد ما نقفل، لأنه حقه عليا إني أساعده وأقف معاه وأنا بفتخر بيه وباللي عمله علشان يفرحنا طول عمرنا».