| وجبة مسممة لكلاب الدرب الأحمر.. والأهالي أنقذوها في اللحظة الأخيرة

لم يكن يعلم عاطف سيد، سباك، من منطقة الدرب الأحمر أنه سيأتي عليه يوم يتفرغ فيه لحيوانات الشارع المشردة، بعدما قضى قرابة الثلاثين عاما من عمره وهو يعمل في مهنة السباكة والتي برع فيها كثيرا وذاع صيته قبل أن يقرر تركها والتفرغ لرعاية القطط والكلاب، بعدما تعرضت بناته الثلاث لمشكلات نفسية اعتقد الكثيرون أن الأمر مس شيطاني قبل أن يغادر الرجل رفقة بناته ليقطن بمكان آخر ليبتعد عن ذلك المكان الذي شهد كوابيس مفزعة له ولبناته.

جاء إلى منطقة الدرب الأحمر تاركا شقته التي كان يسكن بها لسنوات عديدة، في اليوم الأول له داخل البيت الجديد وجد قطتين صغيرتين أمام باب المنزل، تركها ولم يقترب منها، ولكن ثمة شيء غريب حدث.

صعد وأغلق الباب وعندما فتحه مرة أخرى بعد دقائق وجد القطتين أمام باب الشقة وهنا لم يجد الخمسيني سوى أن يأخذهم داخل الشقة ويراعهم نظرا لحداثة سنهم: «كانوا مغمضين لسه، أخدتهم وجيبت لهم لبن وكبرتهم وفجأة بناتي خفت وكأن ما كنش فيهم أي حاجة، ومن وقتها وأنا بجيب أكل للحيوانات، ولما بمشي في الشارع بلاقي قطط وكلاب من كل مكان عرفاني وجاية تجري ورايا علشان تأكل وعارفين ميعادهم».

تنتظره الحيوانات في الشارع 

مرت عدة سنوات على تلك العادة التي يقوم بها «عاطف» الذي تعود أم يستيقظ صباحا ليذهب لشراء عيش فينو ولبن وكذلك بعض اللحوم من محلات الطيور القريبة من المنطقة، وينتظر دقات الثالثة عصرا لتأتي إليه حيوانات الشارع: «أهل المنطقة كلهم عارفيني كويس وكلهم بيشجعوني وبيساعدوني سواء بالأكل أو حتى بالنضافة وكل الناس فرحانة باللي بعمله ومجاس، في بالي يوم أن يكون فيه حد زعلان من الحيوانات».

منذ عدة أيام لاحظ أحد الجيران وفقا لرواية «عاطف» سيدتين تحملان حقيبتين بهما لحوم ولكن يظهر على تلك اللحوم مادة لونها أصفر: «جابوا اللحمة وحاطوها للقطط والكلاب لكن واحد جارنا أخد باله إن فيه حاجة شكلها غريب في اللحمة ولما قرب من الستات دي علشان يسألهم عن الحاجة الصفراء دي، مشيوا بسرعة ورموا اللحمة، فهم إنه سم وشال اللحمة بسرعة قبل ما ياكلوا منها»، ويتابع عاطف قائلا: «أنا بس مش فاهم ليه كانوا عايزين يقتلوا الأرواح دي كلها، عملولهم إيه بس، ليه القسوة دي، هي وصلت لدرجة السم؟».