يُعد مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) من أبرز المؤشرات المالية التي تراقب عن كثب أداء الاقتصاد الأمريكي، ويستخدم كمؤشر مرجعي لأداء 30 من أكبر وأهم الشركات الأمريكية المدرجة في بورصتي نيويورك وناسداك. تأسس المؤشر في 26 مايو 1896 على يد الصحفي الأمريكي تشارلز داو بالتعاون مع إدوارد جونز، بهدف توفير مقياس مباشر لأداء الاقتصاد الأمريكي من خلال رصد أداء كبرى الشركات الصناعية. منذ إنشائه، شهد المؤشر تطورًا كبيرًا ليصبح اليوم مقياسًا عالميًا يعتمد عليه المستثمرون في مختلف أنحاء العالم.
تكوين مؤشر داو جونز الصناعي
يتكون مؤشر داو جونز من 30 شركة أمريكية رائدة في مختلف القطاعات، بما فيها التكنولوجيا، الرعاية الصحية، التمويل، والسلع الاستهلاكية. يتم اختيار هذه الشركات لتعكس الاتجاهات الاقتصادية السائدة والقوة العامة للاقتصاد الأمريكي. من بين أبرز الشركات المدرجة في هذا المؤشر:
- آبل (Apple): عملاق التكنولوجيا وصاحب العلامة التجارية الأعلى قيمة في العالم.
- مايكروسوفت (Microsoft): إحدى الشركات الرائدة في قطاع البرمجيات والحوسبة السحابية.
- جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson): أحد أبرز الأسماء في قطاع الرعاية الصحية.
- كوكاكولا (Coca-Cola): الشركة الأشهر عالميًا في مجال المشروبات.
- بوينغ (Boeing): واحدة من أكبر الشركات في قطاع الطيران والصناعات الدفاعية.
كيفية حساب مؤشر داو جونز
يتم حساب مؤشر داو جونز الصناعي باستخدام متوسط مرجح للأسعار. يتم جمع أسعار أسهم الشركات الثلاثين المكونة للمؤشر ثم تقسيمها على قيمة تُعرف بـ “مقسوم داو”، وهي قيمة تُعدل بشكل منتظم لمراعاة التغيرات التي تطرأ على الشركات المدرجة، مثل تقسيم الأسهم أو إضافة أو حذف شركات. الجدير بالذكر أن هذه الطريقة في الحساب تعطي الشركات ذات أسعار الأسهم الأعلى تأثيرًا أكبر على حركة المؤشر، مما يعني أن تحرك أسعار أسهم هذه الشركات يؤثر بشكل كبير على مستوى المؤشر الإجمالي.
أهمية مؤشر داو جونز الصناعي
يُعتبر مؤشر داو جونز الصناعي أداة قوية لقياس أداء الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، حيث يعكس صحة الشركات الكبرى واتجاهات السوق على نطاق واسع. يستخدمه المستثمرون والمحللون الاقتصاديون لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة وتقييم التوجهات الاقتصادية السائدة. من ناحية أخرى، يعتبر داو جونز مؤشراً رئيسيًا للأسواق العالمية، حيث أن أداءه يؤثر على أسواق أخرى في أنحاء العالم، مما يجعله مقياسًا عالميًا للأوضاع الاقتصادية.
أداء مؤشر داو جونز عبر العقود
على مر السنوات، شهد مؤشر داو جونز تقلبات كبيرة تأثرت بالأحداث الاقتصادية والسياسية العالمية والمحلية. خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008، انخفض المؤشر بشكل حاد، حيث فقد الاقتصاد الأمريكي العديد من الوظائف وتعرض قطاع العقارات والبنوك لضغوط هائلة. ومع ذلك، بعد سنوات من الإصلاحات والنمو الاقتصادي، تعافى مؤشر داو جونز وحقق مستويات قياسية جديدة، مسجلاً ارتفاعات كبيرة خلال العقد الماضي.
العوامل المؤثرة على حركة مؤشر داو جونز
يتأثر مؤشر داو جونز بعدة عوامل، منها:
- التغيرات في الاقتصاد الكلي: يؤثر النمو الاقتصادي أو الانكماش، بالإضافة إلى معدلات الفائدة والتضخم، على أداء الشركات الكبرى في المؤشر.
- الأرباح والإعلانات المالية: نتائج الأعمال الفصلية والتوجيهات المالية المستقبلية للشركات تؤثر بشكل مباشر على أسعار الأسهم.
- الأحداث السياسية: أي تغييرات في السياسات التجارية أو التوترات الدولية تؤثر على الشركات المدرجة في المؤشر، خاصة تلك التي تعمل على المستوى الدولي.
- الأحداث العالمية: مثل جائحة كورونا في عام 2020، التي أدت إلى تراجع حاد في المؤشر بسبب القلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
الخلاصة
يظل مؤشر داو جونز الصناعي أداة لا غنى عنها للمستثمرين والمحللين الماليين حول العالم، حيث يقدم نظرة شاملة على أداء الاقتصاد الأمريكي من خلال تمثيله للشركات الكبرى. يعكس المؤشر ديناميكيات السوق العالمية ويعتبر مرجعًا موثوقًا للاتجاهات الاقتصادية، مما يجعله مؤشراً أساسياً لصناعة القرار الاستثماري. ومع استمرار تقلبات الأسواق العالمية، سيبقى مؤشر داو جونز مرآة عاكسة لحالة الاقتصاد الأمريكي واتجاهاته المستقبلية، وهو مؤشر مهم للمستثمرين حول العالم
اترك تقييم