اختلاف نهج ترمب وبايدن فيما يتعلق بأفريقيا

روجت إدارة دونالد ترمب القادمة لسياسة أمريكا أولاً على حساب التعاون الدولي، وهو ما جعل زعيم جنوب أفريقيا، يقول إن مجموعة العشرين لديها ما يكفي من «ممتصات الصدمات» للعمل بشكل فعال،

وقال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إنه سيعمل على زيادة تأثير تغير المناخ على البلدان النامية خلال رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين -وهي الأولى التي تتولى فيها دولة أفريقية الرئاسة، وقد أظهر الرئيس الأمريكي المنتخب ترمب ازدراءه للتعاون الدولي بشأن قضايا المناخ.

في حين قام جو بايدن بأول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي إلى أنجولا للترويج لاستثمارات بمليارات الدولارات، في الدولة الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وقال بايدن للرئيس الأنجولي جواو لورينسو، الذي وصف زيارة بايدن بأنها نقطة تحول رئيسية في العلاقات بين الولايات المتحدة وأنجولا والتي يعود تاريخها إلى الحرب الباردة، إن «الولايات المتحدة تدعم أفريقيا بكل ما أوتيت من قوة».

الاستعداد لترمب

وتولت جنوب أفريقيا، رئاسة مجموعة الاقتصادات الرائدة في العالم من البرازيل، وستسلمها للولايات المتحدة في نهاية عام 2025.

وستعمل هذه الدول الثلاث معًا على مدى الإثني عشر شهرًا القادمة وفقًا لبروتوكول مجموعة العشرين.

وقال رامافوزا، ردًا على سؤال عما إذا كانت مجموعة العشرين مستعدة لنهج ترمب «أمريكا أولا» المحتمل في إدارته الثانية، التي تبدأ في 20 يناير: «سنسعى إلى الحصول على إجماع كافٍ بشأن القرارات التي يتعين على مجموعة العشرين اتخاذها، أعتقد أنه ستكون هناك ممتصات صدمات كافية سيتم وضعها لتمكين مجموعة العشرين من الاستمرار في العمل.. نحن نعمل على تعزيز مصالح شعوب العالم».

سياسة عدوانية

وأعطى ترمب إشارة إلى أن سياسته الخارجية ستكون عدوانية.

فقد تعهد بفرض تعريفات جمركية جديدة على الصين والمكسيك وكندا، كما هدد في نهاية هذا الأسبوع بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الدول في مجموعة البريكس للدول النامية، والتي تشمل البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا وغيرها.

وكتب على موقع التواصل الاجتماعي «إكس» أن هذه الدول يجب أن تتوقع «الوداع لبيع منتجاتها للاقتصاد الأمريكي الرائع» إذا ما انتهجت سياسة تسعى إلى الابتعاد عن الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، وقالت دول البريكس إنها تريد أن تكون أقل اعتمادًا على الدولار، لكن المجموعة لم تتخذ سوى القليل من الإجراءات الملموسة، ويقول المحللون إن هذا غير ممكن في ظل هيمنة الدولار.

نفوذ الصين

ومن جهه أخرى كانت زيارة بايدن تهدف إلى مواجهة نفوذ الصين في القارة الأفريقية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة من خلال عرض التزام الولايات المتحدة بتخصيص ثلاثة مليارات دولار لإعادة تطوير خط السكك الحديدية في ممر لوبيتو الذي يربط زامبيا والكونغو وأنجولا، أعلنت الصين عن خطوتها الخاصة.

ويهدف الممر عبر جنوب أفريقيا إلى تسهيل نقل المواد الخام للتصدير، وتعزيز الوجود الأمريكي في منطقة غنية بالمعادن الأساسية المستخدمة في بطاريات المركبات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وتقنيات الطاقة النظيفة.

وتستثمر الصين بالفعل بشكل كبير في التعدين ومعالجة المعادن الأفريقية، وأعلنت أنها ستحظر تصدير الغاليوم والجرمانيوم والانتيمون، وغيرها من المواد عالية التقنية إلى الولايات المتحدة، وجاء الإعلان بعد يوم من قيام الولايات المتحدة بتوسيع قائمتها لشركات التكنولوجيا الصينية الخاضعة للضوابط.

علاقات قديمة

وبنت الولايات المتحدة لسنوات علاقاتها في أفريقيا من خلال التجارة والأمن والمساعدات الإنسانية، ويختلف مشروع تطوير السكك الحديدية الذي يمتد لمسافة 800 ميل (1300 كيلومتر)، حيث يحمل ظلالاً من إستراتيجية البنية التحتية الصينية «الحزام والطريق» في أفريقيا وأجزاء أخرى من العالم.

ومن المقرر أن يزور بايدن مدينة لوبيتو الساحلية لإلقاء نظرة على منفذ الممر على المحيط الأطلسي.