| كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في كشف هوية قاتل رئيس شركة أمريكي؟

تقنيات الذكاء الاصطناعي لم تعد قاصرة على المساهمة في مجالات الطب والصناعة والتكنولوجيا، بل أصبحت أدوات مهمة في الكشف عن الجرائم الكبرى، وهو ما استخدمته شرطة نيويورك، للكشف عن هوية قاتل الرئيس التنفيذي لشركة «UnitedHealthcare»، براين تومسون، إذ كشفت التقنيات عن مفاجأة غير متوقعة، ليظل التساؤل: كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تحديد هوية قاتل رئيس شركة أمريكية؟ بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تحديد هوية قاتل رئيس شركة أمريكية؟

ذكرت الصحيفة، أن الشرطة استخدمت أحدث التقنيات لتحديد هويته ومكان وجوده، ولعب الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار وتحليل الحمض النووي دورًا حاسمًا في البحث المستمر عن القاتل، حيث استخدم برنامج التعرف على الوجه المدعوم بالذكاء الاصطناعي، لتحليل كاميرات المراقبة والصور الأخرى للقاتل من الأماكن المحيطة بإطلاق النار، ومقارنتها بقواعد بيانات شرطة نيويورك للأفراد المعروفين.

وبحسب الصحيفة، فإن قاعدة البيانات ضمت صور الاعتقالات التي تم حيازتها بشكل قانوني، والتي تقوم الذكاء الاصطناعي بمقارنتها بالأدلة المصورة والفيديو من التحقيق، حيث تساعد هذه التقنيات بالفعل على تجميع الأحداث التي وقعت قبل وأثناء وبعد مقتل تومسون، إذ كشف المسؤولون أنهم يستجوبون رجلاً بشأن عملية القتل، بينما يستخدمون أكثر من 100 طائرة بدون طيار لمراقبة المدينة التي تبلغ مساحتها أكثر من 450 ميلًا مربعًا.

الذكاء الاصطناعي وحل لغز الجرائم

أظهرت صورا جديدة أصدرتها إدارة شرطة مدينة نيويورك، المشتبه به المطلوب فيما يتعلق بإطلاق النار على الرئيس التنفيذي لشركة UnitedHealthcare، والتي تم التقاطها بواسطة لقطات كاميرا لوحة القيادة في سيارة أجرة، حيث اظهرت القاتل وهو يتربص خارج فندق هيلتون ميدتاون في نيويورك، على شارع ويست 54، ويظهر الفيديو الرجل وهو يركز انتباهه على هدفه، ويقترب من تومسون، ويطلق النار على ظهره عدة مرات حتى توفى.

هيرمان فايسبيرج، المحقق المتقاعد من شرطة نيويورك والمدير الإداري الحالي في وكالة التحقيقات الخاصة «Sage Intelligence»، قال: «كان هذا الرجل يرتدي قناعًا، ما قد يعيق برنامج التعرف على الوجه، لأنه يتعرف على نقاط في الوجه ويقيس المسافة بينها، وأن صورة القاتل وهو يبتسم أثناء مغازلة إحدى العاملات في نزل Upper West Side هي الصورة الوحيدة التي تظهره بدون قناع، والتقطت كاميرات المراقبة الأمنية المشتبه به وهو يبتسم أثناء حديثه مع أحد العاملين في النزل، الذي كان يقيم فيه، وهو ما حللته برامج الذكاء الاصطناعي، ليكشف عن هوية القاتل في مفاجأة غير متوقعة.

مفاجأة في تحديد هوية قاتل رئيس شركة أمريكية

المحقق أضاف للصحيفة أن من رصدته الكاميرات وهو يقف عند منضدة مقهى شهير بالقرب من مسرح الجريمة، قبل أن يتم الاعتداء على تومسون، لكن زاوية رأسه وحقيقة أنه كان ما يزال يرتدي غطاء للرأس قد تتداخل مع تحليل الذكاء الاصطناعي، وفقًا للخبراء: «التكنولوجيا موجودة وجيدة في بيئة خاضعة للرقابة، لكنها أقل فعالية في اللقطات التي تم تصويرها في الشارع في ضوء منخفض أو طقس سيئ، إنها مهمة شاقة ومملة وليست سهلة كما تبدو، لكن شرطة نيويورك أصبحت ماهرة للغاية في استخدام مقاطع الفيديو التي يلتقطها الجمهور في جريمة بهذا الحجم».

الضباط فحصوا أكثر من 200 صورة للمشتبه به في إطلاق النار على تومسون، حيث جرى استخدام تقنية التعرف على الوجه بالذكاء الاصطناعي مع التحليل البشري والتحقيق الإضافي: «كان علينا أن نفحص كثير من أدلة الفيديو للحصول على تلك اللقطة التي تصور المال مع ارتداء القناع، لا تُستخدم صور المراقبة للتعرف على الوجه فحسب، لكن يمكن أن تساعد مقاطع الفيديو التي تلتقط سلوك المعتدي قبل وأثناء وبعد الجريمة أيضًا جهات إنفاذ القانون على فهم خلفيته ودوافعه ونواياه».

شرطة نيويورك أطلقت مؤخرًا برنامجًا لدوريات الطائرات بدون طيار التي تراقب سنترال بارك بانتظام، لكن الإدارة لم تؤكد ما إذا كانت هذه الطائرات قد نشرت في البحث عن قاتل تومسون، ويباشر القضية فريقًا مكونًا من 60 ضابطًا يقومون بتشغيل أكثر من 100 طائرة بدون طيار من مقر شرطة نيويورك في مانهاتن السفلى.

وعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال المسلح وإدانته، بالإضافة إلى مكافأة قدرها 10 آلاف دولار عرضتها شرطة نيويورك، وما تزال التحقيقات مستمرة.