رغم تألقه وتخليد اسمه بحروف من ذهب في تاريخ وذاكرة السينما والدراما المصرية وحصوله على جوائر لا تحصى، إلا أن الفنان الراحل أحمد زكي كان له قلب طيب من ذهب فلم يكن يهتم بالشكليات وإنما الأهم بالنسبة له الأصل والمعدن الطيب.
الفنان الراحل أحمد زكي، توفي عام 2005، بعد أن قدم أكثر من 90 فيلما، بالإضافة إلى الأدوار المتعددة الأخرى في المسرح والدراما أيضا، ورغم تمتعه بشهرة واسعة للغاية إلا أنه كان متواضعا بشدة وإنسانا من الدرجة الأولى ويهتم بالجميع ولا يستطيع أن يتأخر على أي شخص في حاجة إليه.
وورى الفنان الراحل إبراهيم نصر، موقفا إنسانيا غريبا وطريفا للفنان الراحل أحمد زكي مع الحيوانات، عكس مدى طيبة قلبه وحبه المطلق لفعل الخير ومعدنه الطيب.
وذكر «نصر» أثناء حلوله ضيفا في برنامج «90 دقيقة» على قناة المحور مع الإعلامية جيهان لبيب، أن الفنان الراحل أحمد زكي عندما ذهب ليستلم جائزة فيلم «أنا لا أكذب ولكني أتجمل» الذي عرض عام 1981، اتفق على انتظاره لحين رجوعه من حفل تكريمه «أنا قاعد على الحطيبي، ده مكان لطيف بنقعد في الشارع على الرصيف تحت شجرة، قالي أحمد هروح أخطف الجايزة وأجيلك، ومكنش معاه عربيته راح في تاكسي ورجع ومعاه الجائزة ويقولي أهي وكأنه ماسك ورقة زبالة مهملة، وهو بيحاسب التاكسي نسي شهادة التقدير والسواق فكره وعمال ينده عليه يا باشا الورقة».
وكان الفنان الراحل أحمد زكي لا يهتم بالشهادات والجوائز على الإطلاق فهو يعشق البساطة وعدم التصنع والتكلف، بحسب حديث الفنان إبراهيم نصر.
وتابع الفنان الراحل إبراهيم نصر حديثه عن صديقه أحمد زكي، أنه كان جائعا، «أحمد بطبعه طيب جدا، واحنا قاعدين على الرصيف والكلاب الضالة حوالينا، كلب جيه على ريحة الأكل ولقينا التاني والتالت وراه، شموا الريحة وكلب السكة جعان، وجه ولد من المطعم بيضرب الكلاب ده علشان يريحنا، وأحمد كان متغاظ أوي قاله أنت بتضربه ليه، عملك إيه».
وقرر الفنان الراحل أحمد زكي أن يعزم الكلاب على كباب، وطلب من النادل أن يحضر كيلو كباب للكلاب ويضع الوجبة على الرصيف ويضع معها فوطة وسرفيس وزجاجة مياه، «فعلا الواد جاب الأكل، وفي كلب منهم كان بياكل في ذعر وخوف وهو بيتلفت حواليه لأنه كان متعود على الضرب، وأحمد زكي يقوله يا عم كل ويطمنه، وكل شوية يقول للولد اللي في المكان هاتلهم مياه، هات كباب».