ومع تكثيف المشاورات بين الكتل النيابية والسياسية قبل ساعات من الجلسة المرتقبة، برزت أسماء المرشحين الأكثر تداولًا، مثل قائد الجيش اللبناني جوزيف عون والوزير السابق جهاد أزعور، في ظل تباين المواقف بين الأحزاب والتيارات السياسية.
تفاؤل ميقاتي
من جهة أخرى، أبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تفاؤله بإمكانية انتخاب رئيس خلال هذه الجلسة، بينما يبقى مصير المرشح ميشال عون معلقًا بضرورة تعديل دستوري نظراً لوضعه الوظيفي. الجميع يترقب الجلسة التي قد تُعيد الاستقرار إلى مؤسسة الرئاسة في لبنان.
فرص الفوز
ويحظى جهاد أزعور بموافقة دولية ويتداول اسمه بشكل أكبر، مما يوحي بتنامي فرصه في الفوز بالمنصب.
في غضون ذلك، نقلت إحدى المراسلات الإخبارية أن عددا من النواب أوضحوا أن سيناريوهات الجلسة تقضي بتوزيع الأصوات بما لا يسمح بفوز أي مرشح، مما يعيد فتح المجال أمام حوار وطني دعا إليه في السابق نبيه بري.
وترجح هذه المصادر أن يتوصل الحوار إلى التوافق على جوزيف عون بما لا يشكل انتصارا أو انكسارا لأي من القوى السياسية.
ومن المقرر أن يعلن نواب الكتل السياسية المعارضة اسم مرشحهم من بلدة معراب في كسروان، مقر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
ترحيب دولي
ويأتي ذلك بترحيب دولي حيث شهد لبنان خلال الساعات الماضية زيارات عدة دولية وعربية.
ومنها وصول المبعوث الفرنسي جان إيف لورديان، إلى بيروت، الذي التقى عددا من الشخصيات السياسية والنواب، فضلاً عن حضوره جلسة الانتخاب المقررة.
كما جاء موقف ميقاتي مع وصول مستشار وزير الخارجية السعودي للشأن اللبناني الموفد يزيد بن فرحان اليوم إلى بيروت في زيارة هي الثانية خلال أيام.
وكان الأمير يزيد بن فرحان زار لبنان مساء يوم الجمعة الماضي واستمرت الزيارة حتى الأحد الماضي، حيث التقى عددا من الكتل النيابية، كما التقى رؤساء الحكومة اللبنانية السابقين.
قائد الجيش
إلا أن الغموض لا يزال يلف مصيرها، رغم تأكيد أغلب النواب مشاركتهم في عملية الانتخاب.
لاسيما أن اسم قائد الجيش جوزيف عون كان تردد بقوة خلال الفترة الماضية، وهو خيار يلقى بحسب الأوساط السياسية اللبنانية قبولاً دولياً، وتأييداً من قبل العديد من النواب.
إلا أن انتخابه يتطلب تعديلاً دستورياً (في حال لم يحصل على الثلثين في الدورة الأولى)، كان الثنائي الشيعي (حركة أمل التي يتزعمها بري وحزب الله) أعلنا سابقا موقفهما الرافض لتلك الخطوة.
وإلى جانب عون، طرح عدد من النواب بمن فيهم التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، اسم الوزير السابق جهاد أزعور. فيما تمسك حزب الله وأمل بمرشحهما سليمان فرنجية.
وتنص المادة 49 من الدستور اللبناني، على ضرورة حضور وتصويت ثلثي أعضاء مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة الأولى.
أما في الجلسة الثانية، فيمكن انتخاب الرئيس بأغلبية 65 نائباً فقط.
يذكر أن لبنان لا يزال منذ أكثر من سنتين بلا رئيس للجمهورية، منذ انتهاء ولاية رئيسه السابق ميشال عون.
نائب لبناني
وفي وقت سابق روى عضو كتلة التنمية والتحرير اللبنانية النائب قاسم هاشم في حديث لإحدى المواقع الإخبارية أن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري، على عقد جلسة للمجلس في الموعد المقرر يعكس آمالا عالية بأنها ستعطي نتائج، معتبرا أن «إجماع الكتل النيابية على عقد الجلسة هو أمر إيجابي، والمشاورات مستمرة لإنتاج رئيس للجمهورية في جلسة الانتخاب القادمة؛ فهم يتعاطون مع الاستحقاق الرئاسي على أنه ضرورة ملحة أكثر من قبل، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط».
تأجيل الانتخابات
وانتهت ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر 2022، وبسبب عدم اكتمال النصاب القانوني في جلسات مجلس النواب اللبناني لاختيار الرئيس تتأجل الانتخابات باستمرار، وكانت آخر جلسة عقدت في يونيو 2023.
وتتطلب عملية انتخاب رئيس في لبنان غالبية الثلثين من أصوات نواب البرلمان البالغ عددهم 128، في الدورة الأولى، في حين يكفي الحصول على الغالبية المطلقة (أكثر من %50) بالجولات التالية.
قائمة أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية:
– قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، ويبلغ من العمر 61 عاما وحاصل على إجازة في العلوم السياسية.
– سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، يبلغ من العمر 73 عاما، ودرس الطب بالجامعة الأمريكية في بيروت، وهو أكبر المرشحين سنا.
– جهاد أزعور وزير مالية سابق وعمره 58 عاما، وهو أصغر المرشحين سنا وحاصل على دكتوراه بالاقتصاد من جامعة هارفارد الأمريكية.
– سليمان فرنجية وزير الداخلية الأسبق وزعيم تيار المردة ويبلغ من العمر 60 عاما.