| «ساندويتش مِش بالبطيخ».. حكاية محل عشقه الأجانب والفتوات

نجاح كثير من الأكلات الشعبية يعتمد على رغبة المصريين في تذوق كل ما هو جديد، وهذا ما نجحت عائلة «الجوهري» فى استغلاله منذ عشرات السنين، بعدما قرّر الجد الأكبر تخصيص المحل الخاص به فى منطقة «الصنادقية» بمحافظة القاهرة لبيع «المش والبطيخ»، الأمر الذي كان سببًا رئيسيًا فى نيل الجد شهرة واسعة في حي الجمالية بأكمله، يأتى إليه السياح خصيصًا من كل مكان، حسب وائل الجوهرى، ذلك الحفيد الذى ورث المهنة عن جده، وعرف سر الخلطة التي كان يستخدمها جده فى تجهيز «المش».

طوال فترة الشتاء يجرى تجهيز «المش» والتعاقد على شراء البطيخ ذي الجودة العالية، وبعد شهور كثيرة من التجهيز يحل فصل الصيف، وتبدأ العائلة فى تجهيز المحل لاستقبال الزبائن، الذين ينتظرون الموسم لتناول وجبة المش بالبطيخ التى اشتُهرت بها عائلة «الجوهري»، إلى حد كونهم الأكثر صيتًا بين بائعي «المش» فى القاهرة: «المش بالبطيخ اختراع جدي الجوهري الكبير، لأنه هو أول واحد اشتغل فى المش، وكان عنده لمسة سحرية في تجهيز طبق المش بطريقة محدش يقدر يقاومها».

تربّعت عائلة «الجوهرى» لسنوات فى تلك المهنة حتى تبدّلت الأوضاع بعدما توفى الجد وورث الأبناء والأحفاد المهنة، ومن بينهم كان «وائل» الحفيد، الذى قرّر تطوير الأكلة بمزج البطيخ داخل الـ«ساندويتش»: «الفتوات زمان كانوا بياكلوا عندنا المش وطبق البطيخ الأحمر المرطب، اللي فى فصل الصيف بيبقى كأنه دواء، لكن أنا فكرت أعمل حاجة مختلفة تجذب الشباب، مزجت البطيخ مع المش بطريقة حلوة، وفعلاً الطريقة دى عجبت الزباين، شباب كتير بييجوا مخصوص يطلبوا مني الأكلة دي».

طريقة عمل المش تعتمد على جودة الجبن المستخدم في هذا الأمر، ويحرص «وائل» على تجهيزه بنفسه، معتمدًا فى ذلك الأمر على ما ورثه من جده: «كان له طريقة حلوة فى تخزين الجبنة وتجهيزها، وأنا ورثت المهنة من أبويا اللي نقل سر الخلطة عن جدي، وبنقدم أكلة تراثية من مئات السنين».