تطابق نظائر الحكايات في تراث الأمم

أكد باحث سعودي متخصص في السرديات العربية، أن الحكايات الشعبية خارقة للمكان، تتناقل من مكان إلى آخر، وأن التجار لا ينقلون البضائع فقط، وإنما ينقلون معها الحكايات، وأن حكايات الشعوب، تتناقل، ويتم تداولها بين الأمم، فكثير منها، توجد نظير لها في تراث الأمم الأخرى، وقد يصل التطابق فيها إلى 90%، وأن الحكي والحكاية والقصة والرواية، هي وسيلة للعلاج، وليست فقط وللتسلية وإزجاء الوقت.

«الحكايات السبعون»

أبان الباحث في السرديات العربية، عبدالجليل الحافظ، أن حكايات في «ألف ليلة وليلة»، يوجد نظير لها في التراث السلافي، وقصة مشابهة لها في حكايات هندية مع اختلاف ليس كبيرًا بين الحكايات، مستشهدًا في ذلك بتعريب حكايات «الببغاء» من مؤلف مجهول من خلال نسخة تركية، وقام المترجم التركي والمترجم العربي من بعده بمحاولة أسلمة «الحكايات السبعون»، وجعلها تحمل صبغة إسلامية، ونزع الثقافة الهندوسية، وبقيت الثقافة الهندوسية موجودة يلمحها القارئ بسهولة في كثير من النصوص.

الإحدى عشر المزورة

أشار الحافظ، إلى أن هناك أكثر من كاتب لليالي، فالكاتب الأول كتب مجموعة من الحكايات، ثم جاء كتّاب آخرون، وكلهم مجهولون، أضافوا إلى هذه الحكايات الكثير، حتى اكتملت الحكايات والليالي، وبعد اكتمالها واستوائها، جاء كتّاب آخرون كتبوا حكايات أخرى، كما ظهر كتاب اسمه الليالي الإحدى عشر المزورة، هي حقيقة غير مزورة، فما قام به أصحابها من إضافتها هي عين ما قام به من سبقهم في الإضافة عليها، وقد ساعد أولئك ضياع النسخ القديمة لليالي، فلم نجد ما تمت كتابته من الليالي في بداياتها، فما وصلنا هي النسخة المصرية، ولم تصلنا النسخة البدائية البغدادية أو حتى النسخة المصرية الأولى.

إعادة صياغة

قال: تختلف لغة حكاية علاء الدين، وحكاية علي بابا عن لغة ألف ليلة وليلة، فلم يتعب صانعو هاتين الحكايتين أنفسهم في إعادة صياغة الليالي الألف على مستوى اللغة لأجل دمج هاتين الحكايتين، مرجحًا أن مؤلف حكاية علاء الدين مختلف كليًا عن مؤلف حكاية علي بابا، فمع أن هاتين الحكايتين مع الحكاية الثالثة، وهي قصة السندباد البحري، أحد أسباب شهرة الليالي في أوروبا والعالم الغربي، إلا أن هناك مؤلفين مختلفين، فمؤلف السندباد هو أحد من وضعوا النسخة المصرية النهائية، والتي هي بين أيدينا الآن، وحكاية علي بابا وحكاية علاء الدين جاءتا بعد هذه النسخة بمدة طويلة، ولم تكونا موجودة في كل نسخ الليالي المخطوطة بل في بعضها، موضحًا أن حواضر العراق والشام ومصر، هي المدن التي جرت فيها أحداث ألف ليلة وليلة، التي نسجت قصصها.